نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 269
و يمكن أن يقال بعدم ارتباط هذه الرواية بباب السفر، بل يكون مفاده أن الرجل المسلم لا يفطر صومه الواجب الا بسبيل
حق و مجوز شرعي ، فتامل .
و لا يخفي أن ابراهيم بن هاشم كان كوفيا نزل بقم، و هو أول من نشر حديث الكوفيين بقم . و ابن أبي عمير بغدادي من وجوه
الشيعة من الطبقة السادسة . و لم نجد له حديثا يرويه عن المعصوم (ع) بلا واسطة الا حديثا واحدا في الامالي [1]، رواه عن أبي
ابراهيم (ع). و يحتمل عدم كون الراوي في هذا الحديث ابن أبي عمير المعروف، اذ الامام (ع) خاطبه بقوله : "يا أبا أحمد"، و التعبير
بالكنية كان للكبار، و ابن أبي عمير المعروف كان في عصر أبي ابراهيم (ع) من الصغار. و كيف كان فروايات ابن أبي عمير معتمد
عليها عند الاصحاب و ان كانت مرسلة ; و منها هذه الرواية .
فهذه ست روايات في باب سفر المعصية، فلنشرع في تنقيح موضوعها و بيان أقسامه و أحكامه : فنقول :
السفر قد يكون بنفسه معصية كما اذا تعلق النهي بعنوان متقوم بالسفر كالفرار من الزحف و تشييع السلطان الجائر و نحوهما، و
قد لا يكون بنفسه معصية و لكن يكون المقصود منه غاية محرمة، بحيث يكون السفر في نظر هذا المسافر فانيا في هذه الغاية المحرمة
منظورا اليه بالنظر الالي ، و ذلك كالسفر بقصد السرقة أو المحاربة أو نحوهما، فان السفر في هذه الامثلة و ان لم يكن بنفسه محرما
لكن لما كان المقصود منه غاية محرمة و كان نظر المسافر اليه نظرا طريقيا بحيث يعد بنظر العرف شروعه فيه شروعا في المعصية
ثبت لهذا السفر أيضا حكم سفر المعصية .
فهذان قسمان لسفر المعصية .
[1] لم نظفر بالحديث في الامالي ، و لكنه موجود في "التوحيد" ص 76، باب التوحيد و نفي التشبيه، رقمه 32. و راجع مسند الامام الكاظم (ع) 503/3، كتاب الرواة عنه (ع).
نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 269