نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 125
و كانت بمرآهم و مع ذلك لم يفتوا بمضمونها، بل تسالموا في الامتدادية علي عدم اعتبار أن يكون طيها في يوم واحد و في التلفيقية
علي اعتبار ذلك . فيعلم بذلك عدم اعتنائهم بما هو ظاهر أخبار عرفات .
و لنا أن نستكشف من هذا التسالم - مع ظهور الادلة في خلافه - وجود نص معتبرواصل اليهم يدا بيد من الائمة (ع)، غاية
الامر عدم ضبطه في الجوامع التي بايدينا. و قد عرفت من سابقا أن أخبارنا - معاشر الامامية - لم تكن مقصورة علي ما في الجوامع
التي بايدينا، بل كان كثير منها موجودة في الجوامع الاولية و لم يذكرها المشايخ الثلاثة في جوامعهم . كيف ! و بناء القدماء من
أصحابنا كان علي العمل بالمنصوصات فقط، و قد أفتوا باعتبار الرجوع لليوم في السفر التلفيقي في كتبهم المعدة لنقل خصوص
المسائل المنصوصة و المتلقاة عن الائمة (ع)، كالهداية و المقنعة و النهاية و المراسم و نحوها.
فهذا التسالم منهم من أقوي الامارات علي وجود نص في المسالة و ان لم يصل الينا.
و ان أبيت عن ذلك فلاأقل من كونه سببا
لوهن مايدل علي عدم الاعتبار، كاخبار عرفات و نحوها، اذ عمدة مايدل علي حجية الخبر هي السيرة و بناء العقلاء، و ليس
بناؤهم علي العمل بمثل تلك الروايات التي رواها الاصحاب في كتبهم و كانت بمرآهم و مع ذلك أعرضوا عنها و لم يفتوا بمضمونها.
و يؤيد ما ذكرناه - من استكشاف وجود النص في المسالة - ما في الفقه الرضوي ، حيث قال : "فان كان سفرك بريدا واحدا و
أردت أن ترجع من يومك قصرت، لان ذهابك و مجيئك بريدان . (الي أن قال :) و ان سافرت الي موضع مقدار أربع فراسخ و لم ترد
الرجوع من يومك فانت بالخيار; فان شئت أتممت و ان شئت قصرت".[1]
[1] فقه الرضا، ص 159 و 161، باب صلاة المسافر و المريض .
نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 125