نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 98
الباطل . و علي هذا، فان اقتراف القبائح انما هو من فعل الناس أنفسهم، و يقومون به
بارادتهم وهم مسؤولون عن عملهم . و طالما كان الامر كذلك، يتضح أن ثواب المحسنين
وعقاب المسيئين أمر منطقي و موجه . و هذا أقل ما يرتجي من اله حكيم و عادل . فالله
لايجبر أحدا علي فعل، لكي لايبدو عمله قبيحا فيما لو عاقب أحدا علي سوء فعله .
اذا ارتكب الانسان المعاصي ، واقترف فسقا و فجورا، وهضم حقوق الاخرين و
ظلمهم من جهة، و قام بأعمال حسنة من جهة أخري، كأن قام بمساعدة المحتاجين و
بادر الي فعل الخيرات، فان أخذت هذه الاعمال علي حد سواء و لم يجاز علي الحسن و
علي القبيح من أفعاله، فان هذا الحال لايتناسب مع عدل الله و لاينسجم مع حكمته . فهل
من العدل أن يستوي من يفعل السيئات و يظلم مع من يفعل الخيرات ويحسن ؟ و هل
يستوي المحسنون والمسيئون ؟ و هل من الحكمة أن يتساوي من يتحملون المشقة و
يؤدون ما عليهم من تكاليف و فرائض و يجتنبون اللذائذ المحرمة، مع المتهتكين والظلمة
والفساق ؟ العقل يحكم بأن مثل هذا التساوي بعيد عن العقل والحكمة .
و أما بالنسبة الي القضية الثانية : فان ما يعانيه البعض من عاهات و ما يقع لبعضهم الاخر
من موت مبكر، و ما يوجد بين الناس من تفاوت في القدرات والمؤهلات و ما شابه ذلك،
فهي أمور تعود الي ما يقع في العالم من وقائع وتغيرات . ان الله هو المصدر الاساسي لكل
التحولات والاحداث في العالم، و لكن هذه التحولات تقع ضمن قواعد وسنن . أي أن الله
خلق العالم ليسير في اطار مجموعة من الاسباب والمسببات . فكل علة تنتج معلولها
حسب مقتضياتها. فان تمت الظروف والمقتضيات يأتي المعلول تاما و متناسبا مع علته،
و الا فانه يأتي ناقصا. فالعاهات البدنية، والموت المبكر، والالام والامراض، والمعاناة،
تأتي كلها نتيجة لتفاعل عوامل طبيعية، و قد جعلت العوامل الطبيعية في نظام الخلقة
لتقدم معطياتها بشكل شمولي ، و عند التعارض مع بعضها يتضرر المعلول بالعامل الغالب
و يحصل النقص .
و علاوة علي ذلك، فان ما يعطيه الله فهو من جوده و فضله . والاكثار أو الاقلال في
العطاء للبعض خاضع لمدي استيعابهم و للظروف المحيطة بهم . و ما يقع لبعض الناس من
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 98