responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 81
.[1] و نظرا الي أن الكافر منكر للحقيقة فقد وصفه الله بعمي القلب و عدم التعقل : (صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) .[2] و اذا وصل الكافر الي هذه المرحلة فلا جدوي من السعي لهدايته ;[3] لانه كالحيوان الذي لايتناهي الي سمعه من الكلام الا الاصوات، و لايعي من دعوة الحق الا همهمة، و لذلك يتولد في نفسه تدريجيا نفور من الحق،[5] و لايبقي ثمة طريق لهدايته .[4]

ان ما سبق من الكلام ينطبق علي من يختار الكفر عن وعي و ارادة و عناد، و أما الكفر الذي يأتي بسبب الجهل أو البيئة التربوية من غير اصرار و لا عناد فهو قابل للاصلاح . و أبرز شاهد علي ذلك، المنكرون الذين استجابوا لدعوة الانبياء في ما بعد، و صاروا من أنصارهم والمؤمنين بهم .

من الطبيعي أن من يستر الحق عن قصد و ارادة، يفقد القدرة علي ادراك الحقائق، و لاتكون لعمله أية قيمة معنوية ; لان قيمة العمل تأتي من خلال النية، والكافر يفتقر الي النية الخيرة . و لهذا فقد شبه الله عزوجل في كتابه الكريم ما يفعله الكافر من عمل صالح - في الظاهر - بالسراب،[7] و شبهه في آية أخري برماد تذروه الرياح .[6]

و علي الرغم من أن الكافر في ضلال، غير أنه يتمتع بنعم الهية وفيرة . و هذه النعم تأتي طبعا في سياق سنة من السنن الالهية، و هي أن الله تعالي يمنح الرزق لجميع العباد، غير أن ذلك لايعني طبعا أن الله يتركهم علي حالهم أو أنهم في أمان من غضب الله،[8] و انما يمهلهم الي أجل و لكن ليس فيه خير له،[9] ثم يواجهون غضب الله و يقعون في أشد العذاب .

[1] سورة الاعراف (7)، الاية 101 .
[2] سورة البقرة (2)، الاية 171 .
[3] سورة البقرة (2)، الاية 6 .
[4] سورة فاطر (35)، الاية 42 .
[5] سورة البقرة (2)، الاية 264 .
[6] سورة النور (24)، الاية 39 .
[7] سورة ابراهيم (14)، الاية 18 .
[8] سورة البقرة (2)، الاية 126 .
[9] سورة آل عمران (3)، الاية 178 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست