نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 70
قاتل له، كذلك الحال أيضا بالنسبة الي الايمان ; اذ يجب عليه أن يدقق و ينقب بشأنه
غاية ما يمكن ; و ذلك لان عمله و سلوكه انما ينتظم وفقا لما يختاره من المعتقدات
والايمان .
و في ضوء ما سبق ذكره هناك، ملاحظتان مهمتان تسترعيان الانتباه في ما يخص
ضرورة الايمان : أولاهما هي أن الايمان - كما سبق ذكره - عبارة عن تعلق و انشداد.
و يمكن القول بعبارة أخري : ان الايمان والكفر من شؤون القلب و خاضعان لارادته .
فكيف يمكن غرس مثل هذه الحالة في القلب، أو دعوة الاخرين اليها؟ ان الاعتقاد أمر
قلبي ، و اقبال القلب عليه أو رفضه له يتوقف علي ظروف خاصة . فبعض الناس تبعا
لظروفه النفسية والتربوية قد تستهويه بعض الامور و يميل اليها، و قد ينفر من أمور أخري
و يتجنبها. فهو قد يحب بعض الاماكن، والاطعمة، والصور، و حتي الناس، و لكنه ينفر و
يشمئز من أشباهها و مثيلاتها. بينما يستقبح آخرون تلك الاشياء نفسها و ينفرون منها
كليا. و في مثل هذا الوضع هل من المنطقي أن يقال : ينبغي الايمان ببعض الاشياء والتعلق
بها، و كره أشياء أخري والكفر بها؟
و أما الملاحظة الاخري فهي : ما الداعي للايمان بأمور معينة علي وجه الخصوص
بحيث يؤدي انكارها و عدم الاعتقاد بها الي استحقاق العذاب ؟
أما بالنسبة الي الملاحظة الاولي فهي رغم أن الحب والبغض - و هما من خصائص
النفس - أمور لا ارادية، بيد أن مقدماتهما بيد الانسان نفسه . فعلي الرغم مما يبدو ظاهريا
من أن الكثير من نوازع الحب والكره تأتي من غير مقدمات، لكن الواقع ليس كذلك .
و لاشك في أن كل محبة أو كراهية تعزئ الي علل و مقدمات كثيرا ما تكون اختيارية .
يمكن تحويل المحبة الي عداء، أو تقليص المحبة و تضخيم العداء. فالايمان خاضع
لمقدمات و شروط; فان توفرت مقدماته العقلية والحسية تنغرس عند ذاك بذور الايمان،
و هكذا الحال بالنسبة الي الكفر أيضا.
و بعبارة أخري : ان وجود الناس و ميولهم الذاتية تمتزج عادة بالعقيدة والايمان . و هم
ان لم ينشدوا الي حقيقة عالم الوجود، فقد يصنعون لانفسهم ركيزة من حجر و خشب
يصنعون منها أوثانا يتعلقون بها. اذا فالاولي، بل ان الضرورة تفرض أن يكون التعلق
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 70