responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 48

و لابد من الالتفات الي أن أصل تشريع التكليف انما جعل من أجل صقل النفس وتهذيبها و كمالها، و هذا مما لاينال من غير تعب و عناء و مشقة . والعسر الذي تصطبغ به بعض الفرائض الدينية أشبه ما يكون بالتمارين المتواصلة التي يمارسها رياضي ، أو كاحتماء المريض من بعض الاشياء المحببة اليه، وامتناعه عن تناولها، أو مداومته علي تناول أشياء تفرض عليه حالته تناولها، حتي و ان كان يشمئز منها. مع كل ذلك فان مشقة التكليف لاتقع علي الجميع، و انما يرفع التكليف حيثما لاتطاق المشقة . و هذه قاعدة عامة و هي أن كل انسان يقع عليه من التكليف علي قدر طاقته .

التدين

التدين يعني الالتزام بالدين والعمل وفقا له . والتدين يتطلب التزاما قلبيا، و لايكفي منه العمل بالظواهر، فحرمة التظاهر والرياء والعجب و غيرها تكشف عن أن الاعمال الدينية تقبل اذا جاءت عن نية صالحة، و قصد نيل رضا الله تعالي، أما اذا شابتها شائبة من الرياء، وقصد بها غير وجه الله، فلا تعد تدينا. بل ان التظاهر والرياء في بعض الاعمال يوجب بطلانها، و اذا أدي الانسان فريضة دينية من غير نية و قصد فلا تقبل منه، و تكون مثل مئات الاعمال اليومية، والعمل انما يعتبر من الدين اذا ما جاء لوجه الله، و حتي الامور المباحة اذا أداها المرء بقصد القربة الي الله يكون لها الاثر الوضعي للتدين، وتقربه الي ربه .

للدين مجموعة من الاداب والشعائر التي يمكن وصفها بالقشريات والظواهر. و حتي هذه الامور - فضلا عن صورتها الظاهرية - لها طبقة داخلية أيضا و هي التسليم لله . و أداء الاعمال الظاهرية علامة دالة علي الميل والرغبة الباطنية للشخص، و لكن يمكن أن تكون في الوقت ذاته خداعا و تحايلا، أو عادة دأب علي ممارستها. و يصح التدين فيما اذا كان هناك ترابط وثيق بين الاعمال الظاهرية وجوهرها و حقيقتها. و أما اذا جاءت
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست