نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 412
الي كرامة الانسان طبعا، حتي و ان لم تطلق عليها تسمية الرق أو العبودية . و كل شعب يمد
يد الفاقة الي الشعوب الاخري في حياته الاقتصادية، فهو بمثابة العبد الاسير لها. قال
أميرالمؤمنين (ع): "احسن الي من شئت و كن اميره، استغن عمن شئت و كن نظيره ، احتج
الي من شئت و كن اسيره".[1]
ثانيا: العدالة مفتاح لحل المشاكل و مدعاة لتقدم المجتمع و رقيه . فالمجتمع الذي
يفتقر الي التوازن الاقتصادي تهدر فيه الطاقات . و هو سبحانه و تعالي لايحب تكدس
الثروة بيد فئة دون غيرها: (كي لا يكون دولة بين الاغنيآء منكم ) .[2] و اذا
كانت الثروة محصورة بيد فئة يختل التوازن الاجتماعي ، و يصاب الاقتصاد بظواهر
مرضية و ينكمش النمو الاقتصادي .
القوانين الاقتصادية
الانسان موجود اجتماعي و يحتاج الي العلاقات الاجتماعية . و وجود العلاقات
الاجتماعية يفضي عادة الي ظهور تعارض و تضارب في المصالح . و لابد من سن
القوانين من أجل تنظيم العلاقات الاجتماعية . و علي الصعيد الاقتصادي لابد أن تتوضح
حدود الحريات والنشاطات الاقتصادية للفرد، و مدي تدخل الحكومة في هذا القطاع . و
لا مفر من وضع أطر ترسم كيفية ظهور الملكية، و تأثير النقد، والعمل والاستثمار، و ما الي
ذلك .
لقد بين الاسلام الخطوط العامة للاقتصاد في ما يتعلق بالاهداف السامية لخلق
الانسان . والحصول علي الثروة، يجب أن يكون من طرق مشروعة و ليس عن طريق الباطل
(و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) .[3] والنشاط الاقتصادي ، يشترط فيه
أن لايؤدي الي الحاق ضرر بالغير. حيث أن الاسلام قد وضع قوانين عامة، و فرض أن
تجري كل النشاطات الاقتصادية في اطارها، تفاديا لوقوع الظلم و عدم المساواة . و من
[1] الخوانساري ، شرح غرر الحكم، ج 2، ص 584، الحديث 2311 الي 2313 .
[2] سورة الحشر (59)، الاية 7 .
[3] سورة البقرة (2)، الاية 188 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 412