responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 41
المستقل أو العقل الحديث .

جاء في روايات عن رسول الله 6 و عن الائمة المعصومين (ع) أنهم وصفوا العقل بأنه أفضل شئ: "ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل".[1] و وصف أعلم الناس بأمر الله، بالاحسن عقلا: "أعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا"[2] و ان كمال ايمان المؤمن رهن بكمال عقله : "لايكون المؤمن مؤمنا، حتي يكون كامل العقل".[3]

و من ناحية أخري وصف العقل بعدم القدرة علي ادراك كنه و حقيقة الدين في كل الظروف والاوضاع، و أنه عاجز عن فهم جزئيات الدين والامور القدسية : "ان دين الله لايصاب بالعقول الناقصة".[4]

السؤال الذي يتبادر الي الاذهان هنا هو: كيف يمكن التوفيق بين هاتين الرؤيتين ؟ حيث تري احداهما أن اعلم الناس بأمر الله أكملهم عقلا، و أن كمال ايمان المؤمن بكمال عقله، بينما تري الاخري أن دين الله لايدرك بالعقول .

نعم ! ان العقل أفضل ما يدرك به أمر الله وتفهم به الحقائق، و بدونه لايكون علي الانسان تكليف، والعقل يكشف طريق استنباط الاحكام . و قد يعد العقل أحيانا بمثابة قرينة لفهم القرآن والسنة، والاستدلال العقلي يجعل القلب مهيئا لقبول الشئ. والدين يمد العقل و يدفعه نحو التفكير. فقد نقل عن الامام علي (ع) أنه قال في كلمة له : "و يثيروا لهم دفائن العقول".[5] فالدين يعلم العقل أشياء لايتسني له تعلمها بدون الدين .

ان العقل و رغم كل ما يتسم به من قدرات، الا أنه عاجز عن الاحاطة بجميع الحقائق، بسبب ما يشوبه من أهواء و أوهام و تقاليد بالية و تعاليم مغلوطة، والاهم من كل ذلك انه معرض للوقوع في الخطاء. و في ضوء ذلك لايمكن الوثوق بصواب ما يتوصل اليه العقل .

[1] الكليني ، الكافي ، ج 1، ص 12، الحديث 11 .
[2] المصدر السابق، ص 16، الحديث 12 .
[3] المجلسي ، بحارالانوار، ج 1، ص 109، الحديث 5 .
[4] المصدر السابق، ج 2، ص 303، الحديث 41 . تجدر الاشارة الي أن هذا الحديث نقله ابن عصام عن الكليني ، غير أن الكليني نفسه لم يورده في مذمة العقل (ج 1، ص 57) و هذا هو الحديث الوحيد الوارد في ذم العقل . و نظرا الي أنه ورد مقرونا بقيود مثل الناقصة والاراء الباطلة والمقاييس الفاسدة فمن المحتمل جدا انه يشير الي تيار فكري خاص كان في زمن الامام السجاد(ع) .
[5] الشريف الرضي ، نهج البلاغة، الخطبة 1، ص 43 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست