responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 286
الدعوة المعنوية : (... فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشي) .[1] و مما ورد في هذا المعني أن رسول الله 6 قال : "اعقل الناس اشدهم مداراة للناس".[2]

و روي عنه أيضا أنه قال : "مداراة الناس صدقة".[3] والصدقة لاتقتصر علي العون المالي فحسب، بل حسن الاخلاق، والبشاشة، و مداراة الناس هي أيضا نوع من الصدقة . فلو قدمت مالا لفقير و لكن بأسلوب يتسم بالغلظة والاذي، لما كانت لهذا العمل قيمة . جاء في القرآن الكريم : (لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذي) .[4] و يأمر الله نبيه بما يلي : (و اما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا) .[5]

نقل أحد أصحاب الامام علي بن موسي الرضا(ع) أنه سمعه يقول : ان المؤمن لايكون مؤمنا الا اذا كانت فيه ثلاث خصال : و احدي هذه الخصال أن تكون لديه سنة من نبيه و هي مداراة الناس امتثالا لامر الله تعالي : (خذ العفو وأمر بالعرف ) .[6]

روي الامام الصادق (ع) عن رسول الله 6 أنه قال : "مداراة الناس نصف الايمان والرفق بهم نصف العيش"[7] فالشخص اذا كان حاد المزاج وسيئ الاخلاق فانه يجعل الحياة مرة بالنسبة الي نفسه و الي غيره . والانسان الغشوم المجرد من العواطف لايغرس في الانفس سوي العنف والقسوة و لايحصد طبعا غير الحقد والعداء. يقول الامام علي بن أبي طالب : "من لان عوده كثفت اغصانه".[8] بمعني أن صاحب الاخلاق الدمثة لديه قدرة علي اجتذاب كثير من الاصدقاء، و لايبقي وحيدا أبدا في منعطفات الحياة، علي خلاف سيئ الطباع الذي لايرغب أحد في الاقتراب منه . يروي في هذا المضمار أن آخر وصايا

[1] سورة طه (20)، الاية 44 .
[2] الصدوق، معاني الاخبار، باب معني الغايات، ص 196، الحديث 1 ; من لايحضره الفقيه، ج 4، ص 282، الحديث 836 .
[3] نهج الفصاحة، ص 566، الحديث 2736 .
[4] سورة البقرة (2)، الاية 264 .
[5] سورة الاسراء (17)، الاية 28 .
[6] سورة الاعراف (7)، الاية 199 . والكليني ، الكافي ، ج 2، ص 241، الحديث 39 .
[7] الكليني ، الكافي ، ج 2، ص 117، الحديث 5 ; الحر العاملي ، وسائل الشيعة، الباب 121 من أحكام العشرة، ج 12، ص 201، الحديث 5 .
[8] الشريف الرضي ، نهج البلاغة، الحكمة 214، ص 507 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست