نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 148
الضرورة تجدهم رجال جهاد وصولات . و ما كان في قلوبهم خوف الا خوف الله، و كانت
قلوبهم مشدودة الي الله و متعلقة به . و يمكن القول بايجاز: انهم كانوا ولهين بعبادة الله ; و
موحدين له بكل معني الكلمة .
كان الانبياء يعيشون في وسط مجتمعاتهم ويعتبرون أنفسهم جزءا من المجتمع الذي
يعيشون فيه، و يحرصون علي قيادة سفينة المجتع الي ساحل النجاة . و كانوا بطبيعة الحال
يعيشون بين الناس بزهد و بساطة . و قد وصف أميرالمؤمنين (ع) ذهاب موسي و
هارون (ع) الي فرعون بقوله :
و لقد دخل موسي بن عمران ومعه أخوه هارون علي فرعون وعليهما مدارع الصوف
و بأيديهما العصي فشرطا له ان أسلم بقاء ملكه ودوام عزه فقال : الا تعجبون من هذين
يشرطان لي دوام العز وبقاء الملك وهما بما ترون من حال الفقر والذل ، فهلا ألقي عليهما
أساورة من ذهب ، اعظاما للذهب و جمعه ، واحتقارا للصوف ولبسه ، ولو أراد الله سبحانه
لا نبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان و معادن العقيان و مغارس الجنان ، و أن
يحشر معهم طيور السماء ووحوش الارضين لفعل ، ولو فعل لسقط البلا ء و بطل الجزاء
واضمحلت الانباء، و لما وجب للقابلين أجور المبتلين ، و لا استحق المؤمنون ثواب
المحسنين ، و لا لزمت الاسماء معانيها، و لكن الله سبحانه جعل رسله أولي قوة في
عزائمهم وضعفة فيما تري الاعين من حالا تهم .[1]
و لقد كان في رسول الله كاف لك في الاسوة ، ودليل لك علي ذم الدنيا وعيبها وكثرة
مخازيها ومساويها; اذ قبضت عنه أطرافها ووطئت لغيره أكنافها وفطم عن رضاعها
وزوي عن زخارفها. وان شئت ثنيت بموسي كليم الله حيث يقول : رب اني لما أنزلت الي
من خير فقير، والله ما سأله الا خبزا يأكله لا نه كان يأكل بقلة الارض، و لقد كانت خضرة
البقل تري من شفيف صفاق بطنه ، لهزاله وتشذب لحمه . وان شئت ثلثت بداود صاحب
المزامير و قاري أهل الجنة ، فلقد كان يعمل سفائف الخوص بيده ويقول لجلسائه : أيكم