نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 124
لخاصيتها المادية . و عندما يعرض لها ذلك تواجه حالة من الزيادة والنقصان . و هذا الامر
يوصف بأنه شر. و اذا اريد للمادة أن تقدم شيئا فلابد أن يحصل فيها نوع من التبدل،
والتبدل يفرز حالات من الزيادة والنقصان، و هذا هو ما يسمي بالشرور. والمادة التي
تنشاء منها الموجودات الطبيعية ذات قدرات، و يصاحبها أحيانا نقصان، و لابد أن يحصل
فيها تحول لفقد شئ. و الي جانب هذا التبدل يسمي ما يفقد شرا. و اذا كان هناك تصور
بان المادة لاينبغي أن تفقد شيئا عند الصيرورة لكي لايقع شر، فهذا التصور خلاف لماهية
المادة . ولو ان مثل هذا الشئ لايحصل لما تحقق أي تكامل في عالم المادة، و هذا بحد
ذاته شر أعظم .
و علي أية حال فان عالم الطبيعة هو عالم التدرج والحركة . و في مثل هذا العالم لابد
أن تقع تبدلات في المادة لكي تطوي الطبيعة مسارها الصحيح و تصل الي الوضع
المطلوب . و في خضم عملية التبدل والتغيير تفقد أشياء و تكسب أشياء أخري غيرها. و
ما يفتقد يحسب شرا بالمقارنة مع ما يكتسب، و لكن للخير المكتسب أهمية يهون الي
جانبها الشر الحاصل .
5 - هناك بين الموجودات أوجه من التفاوت والاختلاف ناتجة عن طبيعتها، و علي
أساس الدور المرسوم لكل واحد منها في هذا الوجود. و لايمكن أن تكون الاشياء
متساوية أو علي نمط واحد لان ذلك يعني توقف كل شئ وهلاكه . و في الكثير من
المواقف ربما يعزي الشر الي وجود هذه الاختلافات أو عدم التساوي .
فهناك تصور بأنه لاينبغي أن تكون بعض الموجودات أضعف من غيرها. و يمكن
القول بايجاز: ان العلة المادية لبعض الكائنات، والعلة الغائية لبعضها الاخر، هو الذي أدي
الي ظهور فوارق و تفاوت بينها. و هذا عين الحكمة .
و علي هذا الاساس فان بعض الشرور منبثقة من طبيعة العالم و ناجمة عن حركته .
والحقيقة أنها ليست ذات أهمية بالقياس الي الخير الذي يتمخض عنها.
ان بعض الشرور ناتجة عن السلوك غير الاخلاقي لبني الانسان، و متأتية عن
الاختيار والقدرة المغروسة في ذات كل واحد منهم . و من الطبيعي أن يحصل تعارض
وتزاحم بين الناس عند سعي كل واحد منهم لتحقيق أهدافه و غاياته، و هو ما يؤدي
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 124