نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 109
لقد نهي القرآن صراحة عن اتخاذ الانبياء أربابا: (و لا يأمركم أن تتخذوا الملا ئكة
والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد اذ أنتم مسلمون ) .[1]
عند القاء نظرة اجمالية علي آيات القرآن الكريم تتضح أمامنا هذه الحقيقة، و هي أن
دعوة الانبياء تركز بشكل أساسي علي توحيد الله، و توحيده في العبادة معناه اجتناب
الشرك و اطاعة الله وحده، و خشيته : (قال يا قوم اني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله
واتقوه و أطيعون ) .[2]
ان التوحيد يعني محاربة الالهة المزيفة والاصنام المنتحلة التي وضعها الطغاة للناس
بهدف استعبادهم . (... أتتخذ أصناما آلهة ...) .[3]
يمكن القول بايجاز: ان هدف الانبياء هو نشر توحيد الله في العبادة و محاربة منتحلي
الالوهية من دون الله : (و اسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن
آلهة يعبدون ) .[4]
هناك في عالم الوجود أناس و كائنات لهم مكانة مرموقة، و منزلة مقربة عند الله، و قد
جعل الله لهم مكانة كريمة بين الناس، و دعاهم الي احترامهم وتكريمهم . و لعل هذه
المكانة تبلغ أحيانا حد الامر بالايمان بهم مع التهديد بشديد العقاب لمن يكفر بهم . و
رغم كل ذلك فان تكريمهم واحترامهم لاينبغي أن يبلغ مرحلة عبادتهم، فهذا يتنافي مع
التوحيد. و يجب أن يكون تكريمهم و حتي التوسل بهم في الحد الذي أذن به الله . و قد
كشف القرآن الكريم و عند حديثه عن أهل الكتاب و ما كانوا يطلقونه من تقولات
اعتباطية بشأن أنبيائهم، عنفهم علي غلوهم فيهم و قولهم غير الحق بشأنهم، وجعلهم في
مكانة أعلي مما أراد الله لهم : (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم و لا تقولوا علي الله الا
الحق انما المسيح عيسي ابن مريم رسول الله و كلمته ألقاها الي مريم و روح منه فآمنوا
بالله و رسله و لا تقولوا ثلا ثة انتهوا خيرا لكم انما الله اله واحد سبحانه أن يكون له
ولد ...) .[5]
[1] سورة آل عمران (3)، الاية 80 .
[2] سورة نوح (71)، الايتان 2 و 3 .
[3] سورة الانعام (6)، الاية 74 .
[4] سورة الزخرف (43)، الاية 45 .
[5] سورة النساء (4)، الاية 171 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 109