دخلت أنا و ابن أبي ليلى المدينة، فبينا نحن في مسجد الرسول (صلّى اللّه عليه و سلّم) إذ دخل جعفر ابن محمّد (عليهما السلام)، فقمنا إليه، فسألني عن نفسي و أهلي، ثمّ قال: من هذا معك؟ فقلت:
ابن أبي ليلى قاضي المسلمين، فقال: نعم. ثمّ قال له: أ تأخذ ما لهذا فتعطيه هذا؟
و تفرّق بين المرء و زوجه، و لا تخاف في هذا أحدا؟ قال: نعم.
فقال: فبأيّ شيء تقضي؟ قال: بما بلغني عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و عن أبي بكر و عمر قال: فبلغك أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: أقضاكم عليّ [بعدي]؟ قال: نعم.
قال: فكيف تقضي بغير قضاء عليّ (عليه السلام)، و قد بلغك هذا!؟
قال: فاصفرّ وجه ابن أبي ليلى.
ثمّ قال: التمس مثلا [2] لنفسك، و اللّه لا أكلّمك من رأسي كلمة أبدا. [3]
2- باب أبي الخطّاب محمّد بن أبي زينب الأجدع
الأخبار: الأئمّة: الباقر (عليه السلام)
1- بصائر الدرجات: عليّ بن حسّان، عن موسى بن بكر، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): من أهل بيتي اثنا عشر محدّثا.
[1] هو محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري القاضي، الكوفي، مات سنة (148) من أصحاب الصادق (عليه السلام)، ولّي القضاء مدّة طويلة من قبل بني اميّة، ثمّ من قبل بني العبّاس و كان يقضي بين المسلمين من غير استناد إلى الأئمّة المعصومين (سلام اللّه عليهم أجمعين). (معجم رجال الحديث: 16/ 239، و سير أعلام النبلاء: 6/ 310).