responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جوامع السيرة النبوية نویسنده : ابن حزم الأندلسي    جلد : 1  صفحه : 35

يصل ذوى رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم، لا يجفو على أحد، يقبل معذرة المعتذر.

يمزح و لا يقول إلا حقا، يضحك فى غير قهقهة، و يرى اللعب المباح فلا ينكره، و يسابق أهله على الأقدام، و يرفع الأصوات عليه فيصبر.

له لقاح‌ [1] و غنم، يتقوت هو و أهله من ألبانها. و له عبيد و إماء، لا يتفضل عليهم فى مأكل و لا ملبس.

و لا يمضى له وقت فى غير عمل للّه تعالى، أو فيما لا بد له من صلاح نفسه.

يخرج إلى بساتين أصحابه، و يقبل البر اليسير، و يشرب النبيذ الحلو، و لا يحقر مسكينا لفقره و زمانته، و لا يهاب ملكا لملكه، يدعو هذا و هذا إلى إلى اللّه تعالى مستويا.

أطعم السم، و سحر، فلم يقتل من سمه، و لا من سحره، إذ لم ير عليهما قتلا، و لو وجب ذلك عليهما لما تركهما.

قد جمع اللّه له السيرة الفاضلة، و السياسة التامة.

و هو (صلى اللّه عليه و سلم) أمى لا يقرأ و لا يكتب، و نشأ فى بلاد الجهل و الصحارى، فى بلد فقر، و ذى رعية غنم.

و رباه اللّه تعالى محفوفا باللطف، يتيما لا أب له، و لا أم، فعلمه اللّه جميع محاسن الأخلاق‌ [2]، و الطرق الحميدة. و أوحى إليه جل و علا أخبار


[1] أى له أبل حلوب.

[2] يقول( عليه السلام): «أدبنى ربى فأحسن تأديبى».

نام کتاب : جوامع السيرة النبوية نویسنده : ابن حزم الأندلسي    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست