responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 290

عبيد، و كانت من الصالحات العابدات، و هي زوجة عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، و كان عبد اللَّه لها مكرما و محبا، و ماتت في حياته، و أما أخوها المختار هذا فإنه كان أولا ناصبيا يبغض عليا بغضا شديدا، و كان عند عمه في المدائن، و كان عمه نائبها، فلما دخلها الحسن بن على خذله أهل العراق و هو سائر إلى الشام لقتال معاوية بعد مقتل أبيه، فلما أحس الحسن منهم بالغدر فر منهم إلى المدائن في جيش قليل، فقال المختار لعمه: لو أخذت الحسن فبعثته إلى معاوية لاتخذت عنده اليد البيضاء أبدا، فقال له: عمه بئس ما تأمرني به يا ابن أخي، فما زالت الشيعة تبغضه حتى كان من أمر مسلم بن عقيل بن أبى طالب ما كان، و كان المختار من الأمراء بالكوفة، فجعل يقول: أما لأنصرنه، فبلغ ابن زياد ذلك فحبسه بعد ضربه مائة جلدة، فأرسل ابن عمر إلى يزيد بن معاوية يتشفع فيه، فأرسل يزيد إلى ابن زياد فأطلقه و سيره إلى الحجاز في عباءة، فصار إلى ابن الزبير بمكة فقاتل معه حين حصره أهل الشام قتالا شديدا، ثم بلغ المختار ما قال أهل العراق فيه من التخبيط، فسار إليهم و ترك ابن الزبير، و يقال إنه سأل ابن الزبير أن يكتب له كتابا إلى ابن مطيع نائب الكوفة ففعل، فسار إليها، و كان يظهر مدح ابن الزبير في العلانية و يسبه في السر، و يمدح محمد بن الحنفية و يدعو إليه، و ما زال حتى استحوذ على الكوفة بطريق التشيع و إظهار الأخذ بثأر الحسين، و بسبب ذلك التفت عليه جماعات كثيرة من الشيعة و أخرج عامل ابن الزبير منها، و استقر ملك المختار بها، ثم كتب إلى ابن الزبير يعتذر إليه و يخبره أن ابن مطيع كان مداهنا لبني أمية، و قد خرج من الكوفة، و أنا و من بها في طاعتك، فصدقه ابن الزبير لأنه كان يدعو إليه على المنبر يوم الجمعة على رءوس الناس، و يظهر طاعته، ثم شرع في تتبع قتلة الحسين و من شهد الوقعة بكربلاء من ناحية ابن زياد، فقتل منهم خلقا كثيرا، و ظفر برءوس كبار منهم، كعمر بن سعد بن أبى وقاص أمير الجيش الذين قتلوا الحسين، و شمر بن ذي الجوشن أمير الألف الذين ولوا قتل الحسين، و سنان بن أبى أنس، و خولى بن يزيد الأصبحي، و خلق غير هؤلاء، و ما زال حتى بعث سيف نقمته إبراهيم بن الأشتر في عشرين ألفا إلى ابن زياد، و كان ابن زياد حين التقاه في جيش أعظم من جيشه- في أضعاف مضاعفة- كانوا ثمانين ألفا، و قيل ستين ألفا، فقتل ابن الأشتر ابن زياد و كسر جيشه، و احتاز ما في معسكره، ثم بعث برأس ابن زياد و رءوس أصحابه مع البشارة إلى المختار، ففرح بذلك فرحا شديدا، ثم إن المختار بعث برأس ابن زياد و رأس حصين بن نمير و من معهما إلى ابن الزبير بمكة، فأمر ابن الزبير بها فنصبت على عقبة الحجون.

و قد كانوا نصبوها بالمدينة، و طابت نفس المختار بالملك، و ظن أنه لم يبق له عدو و لا منازع، فلما تبين ابن الزبير خداعه و مكره و سوء مذهبه، بعث أخاه مصعبا أميرا على العراق، فسار إلى البصرة

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست