responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 251

عبد الملك بن مروان، و هذا يرى رأيا آخر و اللَّه سبحانه و تعالى أعلم.

قال ابن جرير: و حج بالناس في هذه السنة عبد اللَّه بن الزبير و كان عامله على المدينة أخوه عبيد اللَّه، و على الكوفة عبد اللَّه بن يزيد الخطميّ، و على قضائها سعيد بن المرزبان، و امتنع شريح أن يحكم في زمان الفتنة، و على البصرة عمر بن معمر التيمي، و على قضائها هشام بن هبيرة، و على خراسان عبد اللَّه بن خازم، و كان في أواخر هذه السنة وقعة مرج راهط كما قدمنا، و قد استقر ملك الشام لمروان بن الحكم، و ذلك بعد ظفره بالضحاك بن قيس و قتله له في الوقعة، و قيل إن فيها دخل مروان مصر و أخذها من نائبها الّذي من جهة ابن الزبير، و هو عبد الرحمن بن جحدر. و استقرت يد مروان على الشام و مصر و أعمالها و اللَّه أعلم.

[و قال الواقدي: لما أراد ابن الزبير هدم البيت شاور الناس في هدمها فأشار عليه جابر بن عبد اللَّه و عبيد بن عمير بذلك، و قال ابن عباس: أخشى أن يأتى بعدك من يهدمها، فلا تزال تهدم حتى يتهاون الناس بحرمتها، و لكن أرى أن تصلح ما يتهدم من بنيانها. ثم إن ابن الزبير استخار اللَّه ثلاثة أيام، ثم غدا في اليوم الرابع فبدأ ينقض الركن إلى الأساس، فلما وصلوا إلى الأساس وجدوا أصلا بالحجر مشبكا كأصابع اليدين، فدعا ابن الزبير خمسين رجلا فأمرهم أن يحفروا، فلما ضربوا بالمعاول في تلك الأحجار المشبكة ارتجت مكة فتركه على حاله، ثم أسس عليه البناء، و جعل للكعبة بابين موضوعين بالأرض، باب يدخل منه و باب يخرج منه، و وضع الحجر الأسود بيده، و شده بفضة لأنه كان قد تصدع، و زاد في وسع الكعبة عشرة أذرع، و لطخ جدرانها بالمسك و سترها بالديباج، ثم اعتمر من مساجد عائشة و طاف بالبيت و صلى و سعى، و أزال ما كان حول الكعبة من الزبالة، و ما كان حولها من الدماء، و كانت الكعبة قد وهت من أعلاها إلى أسفلها من حجارة المنجنيق، و اسود الركن و انصدع الحجر الأسود من النار التي كانت حول الكعبة، و كان سبب تجديد ابن الزبير لها ما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة المتقدم ذكره و اللَّه أعلم‌] [1].

ثم دخلت سنة خمس و ستين‌

فيها اجتمع إلى سليمان بن صرد نحو من سبعة عشر ألفا، كلهم يطلبون الأخذ بثأر الحسين ممن قتله، قال الواقدي: لما خرج الناس إلى النخيلة كانوا قليلا، فلم تعجب سليمان قلتهم، فأرسل حكيم ابن منقذ فنادى في الكوفة بأعلى صوته: يا ثارات الحسين، فلم يزل ينادى حتى بلغ المسجد الأعظم، فسمع الناس فخرجوا إلى النخيلة و خرج أشراف الكوفة فكانوا قريبا من عشرين ألفا أو يزيدون، في ديوان سليمان بن صرد، فلما عزم على المسير بهم لم يصف معه منهم سوى أربعة آلاف، فقال‌


[1] سقط من المصرية

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست