responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 174

لهم: فهل لكم برسولي علم؟ قالوا: و من رسولك؟ قال: قيس بن مسهر الصيداوي. قالوا: نعم أخذه الحصين بن نمير فبعث به إلى ابن زياد فأمره ابن زياد أن يلعنك و يلعن أباك، فصلى عليك و على أبيك و لعن بن زياد و أباه، و دعا الناس إلى نصرتك و أخبرهم بقدومك فأمر به فألقى من رأس القصر فمات، فترقرقت عينا الحسين، و قرأ قوله تعالى‌ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‌ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ الآية ثم قال: اللَّهمّ اجعل منازلهم الجنة نزلا، و اجمع بيننا و بينهم في مستقر من رحمتك، و رغائب مدخور ثوابك. ثم إن الطرماح بن عدي قال للحسين: انظر فما معك؟ لا أرى معك أحدا إلا هذه الشرذمة اليسيرة، و إني لأرى هؤلاء القوم الذين يسايرونك أكفاء لمن معك، فكيف و ظاهر الكوفة مملوء بالخيول و الجيوش يعرضون ليقصدونك، فأنشدك اللَّه، إن قدرت أن لا تتقدم إليهم شبرا فافعل، فان أردت أن تنزل بلدا يمنعك اللَّه به من ملوك غسان و حمير، و من النعمان بن المنذر، و من الأسود و الأحمر، و اللَّه إن دخل علينا ذل قط فأسير معك حتى أنزلك القرية، ثم تبعث إلى الرجال من باجا و سلمى من طيِّئ، ثم أقم معنا ما بدا لك، فأنا زعيم بعشرة آلاف طائى يضربون بين يديك بأسيافهم، و اللَّه لا يوصل إليك أبدا و منهم عين تطرف. فقال له الحسين: جزاك اللَّه خيرا، فلم يرجع عما هو بصدده، فودعه الطرماح، و مضى الحسين، فلما كان من الليل أمر فتيانه أن يستقوا من الماء كفايتهم، ثم سرى فنعس في مسيره حتى خفق برأسه، و استيقظ و هو يقول: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، و الحمد للَّه رب العالمين. ثم قال: رأيت فارسا على فرس و هو يقول: القوم يسيرون و المنايا تسرى إليهم، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا،

فلما طلع الفجر صلى بأصحابه و عجل الركوب ثم تياسر في مسيره حتى انتهى إلى نينوى، فإذا راكب متنكب قوسا قد قدم من الكوفة، فسلم على الحر بن يزيد و لم يسلم على الحسين، و دفع إلى الحر كتابا من ابن زياد و مضمونه أن يعدل بالحسين في السير إلى العراق في غير قرية و لا حصن، حتى تأتيه رسله و جنوده، و ذلك يوم الخميس الثاني من المحرم سنة إحدى و ستين، فلما كان من الغد قدم عمر بن سعد بن أبى وقاص في أربعة آلاف، و كان قد جهّزه ابن زياد في هؤلاء إلى الديلم، و خيم بظاهر الكوفة، فلما قدم عليهم أمر الحسين قال له: سر إليه، فإذا فرغت منه فسر إلى الديلم، فاستعفاه عمر بن سعد من ذلك. فقال: له ابن زياد. إن شئت عفيتك و عزلتك عن ولاية هذه البلاد التي قد استنبتك عليها، فقال: حتى انظر في أمرى، فجعل لا يستشير أحدا إلا نهاه عن المسير إلى الحسين، حتى قال له ابن أخته حمزة بن المغيرة بن شعبة: إياك أن تسير إلى الحسين فتعصى ربك و تقطع رحمك، فو اللَّه لأن تخرج من سلطان الأرض كلها أحب إليك من أن تلقى اللَّه بدم الحسين، فقال: إني أفعل إن شاء اللَّه تعالى. ثم إن عبيد اللَّه بن زياد تهدده و توعده بالعزل و القتل، فسار إلى الحسين فنازله في المكان الّذي ذكرنا،

ثم بعث إلى الحسين الرسل: ما الّذي أقدمك؟ فقال‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست