responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 172

ثم دخلت سنة إحدى و ستين‌

استهلت هذه السنة و الحسين بن على سائر إلى الكوفة فيما بين مكة و العراق و معه أصحابه و قراباته، فقتل في يوم عاشوراء من شهر المحرم من هذه السنة على المشهور الّذي صححه الواقدي و غير واجد، و زعم بعضهم أنه قتل في صفر منها و الأول أصح.

و هذه صفة مقتله رضى اللَّه عنه مأخوذة من كلام أئمة هذا الشأن لا كما يزعمه أهل التشيع من الكذب الصريح و البهتان‌

قال أبو مخنف عن أبى جناب عن عدي بن حرملة عن عبد اللَّه بن حرملة عن عبد اللَّه بن سليم و المذرى [1] بن المشمعل الأسديين قالا: أقبل الحسين فلما نزل شرف قال لغلمانه وقت السحر:

استقوا من الماء فأكثروا، ثم ساروا إلى صدر النهار فسمع الحسين رجلا يكبر فقال له: مم كبرت؟

فقال: رأيت النخيلة، فقال له الأسديان: إن هذا المكان لم ير أحد منه نخيلة، فقال الحسين: فما ذا تريانه رأى؟ فقالا: هذه الخيل قد أقبلت، فقال الحسين: أما لنا ملجأ نجعله في ظهورنا و نستقبل القوم من وجه واحد؟ فقالا: بلى: ذو حسم.

فأخذ ذات اليسار إليها فنزل، و أمر بأبنيته فضربت، و جاء القوم و هم ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي، و هم مقدمة الجيش الذين بعثهم ابن زياد، حتى وقفوا في مقابلته في نحو الظهيرة، و الحسين و أصحابه معتمون متقلدون سيوفهم، فأمر الحسين أصحابه أن يترووا من الماء و يسقوا خيولهم، و أن يسقوا خيول أعدائهم أيضا. و روى هو و غيره قالوا: لما دخل وقت الظهر أمر الحسين الحجاج بن مسروق الجعفي فأذن ثم خرج الحسين في إزار و رداء و نعلين فخطب الناس من أصحابه و أعدائه و اعتذر إليهم في مجيئه هذا إلى هاهنا، بأنه قد كتب إليه أهل الكوفة أنهم ليس لهم إمام، و إن أنت قدمت علينا بايعناك و قاتلنا معك، ثم أقيمت الصلاة

فقال الحسين للحر: تريد أن تصلى بأصحابك؟ قال لا! و لكن صل أنت و نحن نصلي وراءك. فصلى بهم الحسين، ثم دخل إلى خيمته و اجتمع به أصحابه، و انصرف الحر إلى جيشه و كل على أهبته، فلما كان وقت العصر صلى بهم الحسين ثم انصرف فخطبهم و حثهم على السمع و الطاعة له و خلع من عاداهم من الأدعياء السائرين فيكم بالجور. فقال له الحر: إنا لا ندري ما هذه الكتب، و لا من كتبها، فأحضر الحسين خرجين مملوءين كتبا فنثرها بين يديه و قرأ منها طائفة، فقال الحر: لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك في شي‌ء، و قد أمرنا إذا نحن لقيناك أن لا نفارقك حتى نقدمك على عبيد اللَّه بن زياد، فقال الحسين: الموت أدنى من ذلك، ثم قال الحسين لأصحابه: اركبوا! فركبوا و ركب النساء، فلما أراد الانصراف حال القوم بينه و بين الانصراف، فقال الحسين للحر: ثكلتك أمك، ما ذا تريد؟


[1] كذا بالأصلين. و في الطبري‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست