responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 245

قصة سقيفة بنى ساعدة

قال الإمام احمد ثنا إسحاق بن عيسى الطباع ثنا مالك بن أنس حدثني ابن شهاب عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود أن ابن عباس أخبره أن عبد الرحمن بن عوف رجع الى رحله- قال ابن عباس و كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف فوجدني و أنا انتظره- و ذلك بمنى في آخر حجة حجها عمر بن الخطاب فقال عبد الرحمن بن عوف إن رجلا أتى عمر بن الخطاب فقال إن فلانا يقول لو قد مات عمر بايعت فلانا فقال عمر إني قائم العشية إن شاء اللَّه في الناس فمحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم. قال عبد الرحمن فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فان الموسم يجمع رعاع الناس و غوغاءهم و أنهم الذين يغلبون على مجلسك إذا قمت في الناس فاخشى أن تقول مقالة يطير بها أولئك فلا يعوها و لا يضعوها مواضعها و لكن حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة و السنة و تخلص بعلماء الناس و أشرافهم فتقول ما قلت متمكنا فيعون مقالتك و يضعوها مواضعها قال عمر لئن قدمت المدينة صالحا لأكلمن بها الناس في أول مقام أقومه فلما قدمنا المدينة في عقب ذي الحجة و كان يوم الجمعة عجلت الرواح صكة الأعمى قلت لمالك و ما صكة الأعمى [1]؟ قال إنه لا يبالي أي ساعة خرج لا يعرف الحر و البرد أو نحو هذا. فوجدت سعيد بن زيد عند ركن المنبر الأيمن قد سبقني فجلست حذاءه تحك ركبتي ركبته فلم أنشب أن طلع عمر فلما رأيته قلت ليقولن العشية على هذا المنبر مقالة ما قالها عليه أحد قبله. قال فأنكر سعيد بن زيد ذلك و قال ما عسيت أن يقول ما لم يقل أحد؟ فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذن قام فاثنى على اللَّه بما هو أهله ثم قال أما بعد أيها الناس فإنّي قائل مقالة و قد قدر لي أن أقولها لا أدرى لعلها بين يدي أجلى فمن وعاها و عقلها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته و من لم يعها فلا أحل له أن يكذب على، إن اللَّه بعث محمدا بالحق و أنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها و وعيناها و عقلناها و رجم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و رجمنا بعده فاخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل لا نجد آية الرجم في كتاب اللَّه فيضلوا بترك فريضة قد أنزلها اللَّه عز و جل فالرجم في كتاب اللَّه حق على من زنا إذا أحصن من الرجال و النساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف، ألا و إنا قد كنا نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فان كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم، ألا و إن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال لا تطرونى كما أطرى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد اللَّه و رسوله و قد بلغني أن قائلا منكم يقول لو قد مات عمر بايعت فلانا فلا يغترن امرؤ أن يقول إن بيعة أبى بكر كانت فلتة فتمت ألا و أنها كانت كذلك إلا إن اللَّه و في شرها و ليس فيكم اليوم من تقطع اليه‌


[1] كذا في الأصلين. و في النهاية: صكة عمى.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست