responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 177

ينظرون ما يصنع اللَّه بهم، فإذا نزلت الرحمة دعا هو و جنوده بالويل و الثبور، كنت أستفرهم حقبا من الدهر [1] المغفرة فغشيتهم، فيتفرقون يدعون بالويل و الثبور.

ذكر ما نزل على رسول اللَّه من الوحي المنيف في هذا الموقف الشريف‌

قال الامام احمد ثنا جعفر بن عون ثنا أبو العميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب. قال جاء رجل من اليهود الى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين إنكم تقرءون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال و أي آية هي؟ قال: قوله تعالى‌ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فقال عمر: و اللَّه إني لأعلم اليوم الّذي نزلت على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و الساعة التي نزلت فيها على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عشية عرفة في يوم جمعة. و رواه البخاري عن الحسن بن الصباح عن جعفر بن عون. و أخرجه أيضا و مسلم و الترمذي و النسائي من طرق عن قيس بن مسلم به.

ذكر إفاضته (عليه السلام) من عرفات الى المشعر الحرام‌

قال جابر في حديثه الطويل: فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس و ذهبت الصفرة قليلا قليلا حين غاب القرص فأردف اسامة خلفه، و دفع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و قد شنق ناقته القصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رجله، و يقول بيده اليمنى أيها الناس السكينة السكينة!! كلما أتى جبلا من الجبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب و العشاء بأذان و إقامتين و لم يسبح بينهما شيئا. رواه مسلم. و قال البخاري باب السير إذا دفع من عرفة. حدثنا عبد اللَّه بن يوسف أنبأنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه. قال: سئل اسامة و أنا جالس كيف كان النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يسير في حجة الوداع حين دفع. قال: كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص. قال: هشام- و النص- فوق العنق. و رواه الامام احمد و بقية الجماعة إلا الترمذي من طرق عدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن اسامة بن زيد.

و قال الامام احمد ثنا يعقوب ثنا أبى عن ابن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن اسامة بن زيد. قال: كنت رديف رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عشية عرفة. قال: فلما وقعت الشمس دفع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فلما سمع حطمة الناس خلفه. قال: رويدا أيها الناس عليكم السكينة إن البر ليس بالايضاع [2]. قال: فكان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إذا التحم عليه الناس أعنق و إذا، وجد فرجة نص، حتى أتى المزدلفة فجمع فيها بين الصلاتين المغرب و العشاء الآخرة. ثم رواه الامام احمد من طريق محمد بن إسحاق حدثني إبراهيم بن عقبة عن كريب عن اسامة بن زيد فذكر مثله‌.

و قال:


[1] بياض بالأصل و لعله (خوف المغفرة).

[2] الإيضاع: حمل البعير على سرعة السير.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست