responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 352

يا رسول اللَّه إن صخرا أخذ عمتي و دخلت فيما دخل فيه المسلمون، فدعاه فقال «يا صخر إن القوم إذا أسلموا أحرزوا دماءهم و أموالهم فادفع الى المغيرة عمته» فدفعها اليه و سأل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ماء لبني سليم قد هربوا عن الإسلام و تركوا ذلك الماء فقال: يا رسول اللَّه أنزلنيه أنا و قومي؟ قال «نعم» فأنزله و أسلم- يعنى الأسلميين، فأتوا صخرا فسألوه أن يدفع اليهم الماء فأبى فأتوا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقالوا:

يا رسول اللَّه أسلمنا و أتينا صخرا ليدفع إلينا ماءنا فأبى علينا، فقال «يا صخر إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم و دماءهم فادفع اليهم ماءهم» قال نعم يا نبي اللَّه فرأيت وجه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يتغير عند ذلك حمرة حياء من أخذه الجارية و أخذه الماء.

تفرد به أبو داود و في اسناده اختلاف قلت: و كانت الحكمة الإلهية تقتضي أن يؤخر الفتح عامئذ لئلا يستأصلوا قتلا لأنه قد تقدم أنه (عليه السلام) لما كان خرج الى الطائف فدعاهم الى اللَّه تعالى و الى أن يؤووه حتى يبلغ رسالة ربه عز و جل و ذلك بعد موت عمه أبى طالب فردوا عليه قوله و كذبوه فرجع مهموما فلم يستفق الا عند قرن الثعالب، فإذا هو بغمامة و إذا فيها جبريل فناداه ملك الجبال فقال يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام و قد سمع قول قومك لك و ما ردوا عليك فان شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟

فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ «بل أستأني بهم لعل اللَّه أن يخرج من أصلابهم من يعبده وحده لا يشرك به شيئا»

فناسب قوله بل أستأني بهم أن لا يفتح حصنهم لئلا يقتلوا عن آخرهم و أن يؤخر الفتح ليقدموا بعد ذلك مسلمين في رمضان من العام المقبل كما سيأتي بيانه ان شاء اللَّه تعالى.

فصل في مرجعه (عليه السلام) من الطائف و قسمة غنائم هوازن التي أصابها يوم حنين قبل دخوله مكة معتمرا من الجعرانة

قال ابن إسحاق: ثم خرج رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حين انصرف عن الطائف على دحنا حتى نزل الجعرانة فيمن معه من المسلمين و معه من هوازن سبى كثير و قد قال له رجل من أصحابه يوم ظعن عن ثقيف: يا رسول اللَّه ادع عليهم فقال «اللَّهمّ اهد ثقيفا و ائت بهم» قال ثم أتاه وفد هوازن بالجعرانة و كان مع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من سبى هوازن ستة آلاف من الذراري و النساء و من الإبل و الشاء ما لا يدرى عدته.

قال ابن إسحاق: فحدثني عمرو بن شعيب و في رواية يونس بن بكير عنه قال عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‌ كنا مع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بحنين فلما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم و سباياهم أدركه وفد هوازن بالجعرانة و قد أسلموا فقالوا: يا رسول اللَّه إنا أصل و عشيرة و قد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا منّ اللَّه عليكم و قام خطيبهم زهير بن صرد أبو صرد فقال: يا رسول اللَّه إنما في الحظائر من السبايا خالاتك و حواضنك اللاتي كن يكفلنك و لو أنا ملحنا لابن أبى شمر أو النعمان بن المنذر ثم أصابنا منهما مثل الّذي أصابنا منك رجونا عائدتهما و عطفهما

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست