نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 4 صفحه : 340
حيث بيعت ثم خيرت في فسخ نكاحها أو إبقائه، فلو كان بيعها طلاقها لها لما خيرت، و قد تقصينا الكلام على ذلك في التفسير بما فيه كفاية و سنذكره إن شاء اللَّه في الأحكام الكبير، و قد استدل جماعة من السلف على إباحة الأمة المشركة بهذا الحديث في سبايا أوطاس و خالفهم الجمهور و قالوا هذه قضية عين فلعلهن أسلمن أو كن كتابيات و موضع تقرير ذلك في الأحكام الكبير إن شاء اللَّه تعالى.
فصل فيمن استشهد يوم حنين و بسرية أوطاس
أيمن ابن أم أيمن مولى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هو أيمن بن عبيد، و زيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب ابن أسد جمح به فرسه الّذي يقال له الجناح فمات، و سراقة بن مالك بن الحارث بن عدي الأنصاري من بنى العجلان، و أبو عامر الأشعري أمير سرية أوطاس، فهؤلاء أربعة رضى اللَّه عنهم.
فصل فيما قيل من الأشعار في غزوة هوازن
فمن ذلك قول بجير بن زهير بن أبى سلمى:
لو لا الإله وعيده وليتم* * * حين استخف الرعب كل جبان
بالجزع يوم حيالنا أقراننا* * * و سوابح يكبون للأذقاق
من بين ساع ثوبه في كفه* * * و مقطر بسنابك و لبان
و اللَّه أكرمنا و أظهر ديننا* * * و أعزنا بعبادة الرحمن
و اللَّه أهلكهم و فرق جمعهم* * * و أذلهم بعبادة الشيطان
قال ابن هشام و يروى فيها بعض الرواة:
إذ قام عم نبيكم و وليه* * * يدعون بالكتيبة الإيمان
أين الذين هم أجابوا ربهم* * * يوم العريض و بيعة الرضوان
و قال عباس بن مرداس السلمي:
فأنى و السوابح يوم جمع* * * و ما يتلو الرسول من الكتاب
لقد أحببت ما لقيت ثقيف* * * بجنب الشعب أمس من العذاب
هم رأس العدو من أهل نجد* * * فقتلهم ألذ من الشراب
هزمنا الجمع جمع بنى قسى* * * و حلت بركها ببني رئاب
و صرما من هلال غادرتهم* * * بأوطاس تعفّر بالتراب
و لو لاقين جمع بنى كلاب* * * لقام نساؤهم و النقع كابى
ركضنا الخيل فيهم بين بس* * * إلى الأوراد تنحط بالنهاب
بذي لجب رسول اللَّه فيهم* * * كتيبته تعرض للضراب
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 4 صفحه : 340