responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 326

فرسا له و جاء الى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال له رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه و لا نغرن من قبلك الليلة» فلما أصبحنا خرج رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الى مصلاه فركع ركعتين ثم قال «هل أحسستم فارسكم؟» قالوا يا رسول اللَّه ما أحسنا، فثوب بالصلاة فجعل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يصلّى و يلتفت الى الشعب حتى إذا قضى صلاته قال «ابشروا فقد جاءكم فارسكم» فجعل ينظر الى خلال الشجر في الشعب و إذا هو قد جاء حتى وقف على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال: إني انطلقت حتى إذا كنت في أعلا هذا الشعب حيث أمرنى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما فنظرت فلم أر أحدا، فقال له رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «هل نزلت الليلة؟» قال لا إلا مصليا أو قاضى حاجة، فقال له رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «قد أوجبت فلا عليك ألا تعمل بعدها» و هكذا رواه النسائي عن محمد بن يحيى عن محمد بن كثير الحراني عن أبى توبة الربيع بن نافع به.

فصل في كيفية الوقعة و ما كان في أول الأمر من الفرار ثم كانت العاقبة للمتقين‌

قال يونس بن بكير و غيره عن محمد بن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن ابن جابر بن عبد اللَّه عن أبيه قال: فخرج مالك بن عوف بمن معه الى حنين فسبق رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) اليها فأعدوا و تهيئوا في مضايق الوادي و أحنائه و أقبل رسول اللَّه و أصحابه حتى انحط بهم الوادي في عماية الصبح، فلما انحط الناس ثارت في وجوههم الخيل فشدت عليهم و انكفأ الناس منهزمين لا يقبل أحد على أحد، و انحاز رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ذات اليمين يقول «أين أيها الناس؟

هلموا الىّ أنا رسول اللَّه، أنا رسول اللَّه أنا محمد بن عبد اللَّه» قال فلا شي‌ء، و ركبت الإبل بعضها بعضا فلما رأى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أمر الناس و معه رهط من أهل بيته على بن أبى طالب، و أبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب، و أخوه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، و الفضل بن العباس و قيل الفضيل بن أبى سفيان و أيمن بن أم أيمن و أسامة بن زيد، و من الناس من يزيد فيهم قثم بن العباس و رهط من المهاجرين منهم أبو بكر و عمر و العباس آخذ بحكمة بلغته البيضاء و هو عليها قد شجرها،

قال و رجل من هوازن على جمل له أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام هوازن و هوازن خلفه إذا أدرك طعن برمحه و إذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه، قال فبينما هو كذلك إذ هوى له على بن أبى طالب و رجل من الأنصار يريد انه، قال فيأتى على من خلفه فضرب عرقوبى الجمل فوقع على عجزه و وثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانجعف عن رحله، قال و اجتلد الناس فو اللَّه ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتفين عند رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و رواه الامام احمد عن يعقوب بن إبراهيم الزهري عن أبيه عن محمد

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست