responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 268

عليكم أمورا فانظروا فيما أردت بها؟ قالوا ما هي؟ قال تعلمون و اللَّه أن هذا الرجل لنبي مرسل نجده نعرفه بصفته التي وصف لنا فهلم فلنتبعه فتسلم لنا دنيانا و آخرتنا فقالوا نحن نكون تحت أيدي العرب و نحن أعظم الناس ملكا، و أكثره رجالا. و أقصاه بلدا؟! قال فهلم أعطيه الجزية كل سنة أكسر شوكته و أستريح من حربه بما أعطيه إياه، قالوا نحن نعطي العرب الذل و الصغار بخرج يأخذونه منا و نحن أكثر الناس عددا، و أعظمه ملكا، و أمنعه بلدا، لا و اللَّه لا نفعل هذا أبدا، قال فهلم فلأصالحه على أن أعطيه أرض سورية و يدعني و أرض الشام، قال و كانت أرض سورية، فلسطين و الأردن و دمشق و حمص و ما دون الدرب سورية، و ما كان وراء الدرب عندهم فهو الشام. فقالوا نحن نعطيه أرض سورية و قد عرفت أنها أرض سورية الشام لا نفعل هذا أبدا، فلما أبوا عليه قال أما و اللَّه لتودن أنكم قد ظفرتم إذا امتنعتم منه في مدينتكم. قال ثم جلس على بغل له فانطلق حتى إذا أشرف على الدرب استقبل أرض الشام ثم قال: السلام عليك يا أرض سورية تسليم الوداع، ثم ركض حتى دخل قسطنطينية و اللَّه أعلم.

ذكر إرساله (عليه السلام) الى ملك العرب من النصارى الذين بالشام‌

قال ابن إسحاق: ثم بعث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) شجاع بن وهب أخا بنى أسد بن خزيمة الى المنذر ابن الحارث بن أبى شمر الغساني صاحب دمشق [1].

قال الواقدي: و كتب معه، سلام على من اتبع الهدى و آمن به، و أدعوك الى أن تؤمن باللَّه وحده لا شريك له يبقى لك ملكك. فقدم شجاع بن وهب فقرأه عليه فقال: و من ينتزع ملكي؟ إني سأسير اليه.

ذكر بعثه الى كسرى ملك الفرس‌

و روى البخاري من حديث الليث عن يونس عن الزهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة عن ابن عباس أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بعث بكتابه مع رجل الى كسرى و أمره أن يدفعه الى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين الى كسرى، فلما قرأه كسرى مزقه قال فحسبت أن ابن المسيب قال فدعا عليهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أن يمزقوا كل ممزق. و

قال عبد اللَّه بن وهب عن يونس عن الزهري حدثني عبد الرحمن بن عبد القاري‌ أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قام ذات يوم على المنبر خطيبا فحمد اللَّه و أثنى عليه و تشهد ثم قال: «أما بعد فانى أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك الأعاجم فلا تختلفوا على كما اختلفت بنو إسرائيل على عيسى بن مريم» فقال المهاجرون: يا رسول اللَّه إنا لا نختلف عليك في شي‌ء أبدا فمرنا و ابعثنا، فبعث شجاع بن وهب إلى كسرى فأمر كسرى بايوانه أن يزين‌


[1] كذا بالأصل، و في ابن هشام: بعث شجاع بن وهب الأسدي الى الحارث بن شمر الغساني ملك تخوم الشام. ثم جاء برواية أخرى أنه بعثه الى جبلة بن الأيهم الغساني.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست