responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 262

بيض الوجوه ترى بطون أكفهم‌* * * تندى إذا اعتذر الزمان الممحل‌

و بهداهم رضى الآله لخلقه‌* * * و بجدهم [1] نصر النبي المرسل‌

بسم اللَّه الرحمن الرحيم‌

كتاب بعث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الى ملوك الآفاق و كتبه اليهم يدعوهم الى اللَّه عز و جل و إلى الدخول في دين الإسلام‌

ذكر الواقدي أن ذلك كان في آخر سنة ست في ذي الحجة بعد عمرة الحديبيّة، و ذكر البيهقي هذا الفصل في هذا الموضع بعد غزوة مؤتة و اللَّه أعلم. و لا خلاف بينهم أن بدء ذلك كان قبل فتح مكة و بعد الحديبيّة لقول أبى سفيان لهرقل حين سأله هل يغدر فقال لا و نحن منه في مدة لا ندري ما هو صانع فيها. و في لفظ البخاري و ذلك في المدة التي مادّ فيها أبو سفيان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم). و قال محمد بن إسحاق: كان ذلك ما بين الحديبيّة و وفاته (عليه السلام). و نحن نذكر ذلك هاهنا و إن كان قول الواقدي محتملا و اللَّه أعلم. و قد روى مسلم عن يوسف بن حماد المعنى عن عبد الأعلى عن سعيد ابن أبى عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) كتب قبل مؤتة الى كسرى و قيصر و إلى النجاشي و إلى كل جبار يدعوهم إلى اللَّه عز و جل و ليس بالنجاشي الّذي صلّى عليه. و قال يونس ابن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني الزهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة عن عبد اللَّه بن عباس حدثني أبو سفيان من فيه إلى فىّ قال: كنا قوما تجارا و كانت الحرب قد حصرتنا حتى نهكت أموالنا، فلما كانت الهدنة- هدنة الحديبيّة- بيننا و بين رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لا نأمن إن وجدنا أمنا، فخرجت تاجرا إلى الشام مع رهط من قريش فو اللَّه ما علمت بمكة امرأة و لا رجلا الا و قد حملني بضاعة، و كان وجه متجرنا من الشام غزة من أرض فلسطين فخرجنا حتى قدمناها و ذلك حين ظهر قيصر صاحب الروم على من كان في بلاده من الفرس فأخرجهم منها و رد عليه صليبه الأعظم و قد كان استلبوه إياه، فلما أن بلغه ذلك و قد كان منزله بحمص من الشام فخرج منها يمشى متشكرا إلى بيت المقدس ليصلّى فيه تبسط له البسط و يطرح عليها الرياحين، حتى انتهى إلى إيلياء فصلّى بها فأصبح ذات غداة و هو مهموم يقلب طرفه إلى السماء، فقالت له بطارقته أيها الملك لقد أصبحت مهموما؟ فقال أجل، فقالوا و ما ذاك؟ فقال أريت في هذه الليلة أن ملك الختان ظاهر، فقالوا و اللَّه ما نعلم أمة من الأمم تختتن الا اليهود و هم تحت يديك و في سلطانك فان كان قد وقع ذلك في نفسك‌


[1] كذا في الأصول و في ابن هشام: بحدهم بالحاء المهملة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست