responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 250

اختيار موسى بن عقبة و الواقدي و البيهقي و حكاه ابن هشام عن الزهري. قال البيهقي (رحمه اللَّه): إنه اختلف أهل المغازي في فرارهم و انحيازهم، فمنهم من ذهب الى ذلك و منهم من زعم أن المسلمين ظهروا على المشركين و أن المشركين انهزموا. قال و

حديث أنس بن مالك عن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ «ثم أخذها خالد ففتح اللَّه عليه»

يدل على ظهورهم عليهم و اللَّه أعلم.

قلت: و قد ذكر ابن إسحاق أن قطبة بن قتادة العذري- و كان رأس ميمنة المسلمين- حمل على مالك بن زافلة و يقال رافلة. و هو أمير أعراب النصارى فقتله و قال يفتخر بذلك:

طعنت ابن رافلة بن الإراش‌* * * برمح مضى فيه ثم انحطم‌

ضربت على جيدة ضربة* * * فمال كما مال غصن السلم‌

و سقنا نساء بنى عمه‌* * * غداة رقوقين سوق النعم‌

و هذا يؤيد ما نحن فيه لأن من عادة أمير الجيش إذا قتل أن يفر أصحابه، ثم إنه صرح في شعره بأنهم سبوا من نسائهم و هذا واضح فيما ذكرناه و اللَّه اعلم. و اما ابن إسحاق فإنه ذهب الى أنه لم يكن الا المخاشاة و التخلص من أيدي الروم و سمى هذا نصرا و فتحا أي باعتبار ما كانوا فيه من إحاطة العدو بهم و تراكمهم و تكاثرهم و تكاثفهم عليهم، فكان مقتضى العادات أن يصطلحوا بالكلية، فلما تخلصوا منهم و انحازوا عنهم كان هذا غاية المرام في هذا المقام و هذا متحمل لكنه خلاف الظاهر من‌

قوله عليه الصلاة و السلام‌ «ففتح اللَّه عليهم»

و المقصود أن ابن إسحاق يستدل على ما ذهب اليه فقال: و قد قال فيما كان أمر الناس و أمر خالد بن الوليد و مخاشاته بالناس و انصرافه بهم قيس بن المحسر اليعمري يعتذر مما صنع يومئذ و صنع الناس يقول:

فو اللَّه لا تنفك نفسي تلومني‌* * * على موقفي و الخيل قابعة قبل‌

وقفت بها لا مستجيزا فنافذا* * * و لا مانعا من كان حم له القتل‌

على أننى آسيت نفسي بخالد* * * ألا خالد في القوم ليس له مثل‌

و جاشت الىّ النفس من نحو جعفر* * * بمؤتة إذ لا ينفع النابل النبل‌

و ضم إلينا حجزتيهم كليهما* * * مهاجرة لا مشركون و لا عذل‌

قال ابن إسحاق: فبين قيس ما اختلف فيه الناس من ذلك في شعره أن القوم جاحزوا و كرهوا الموت، و حقق انحياز خالد بمن معه. قال ابن هشام: و اما الزهري فقال- فيما بلغنا عنه- أمرّ المسلمون عليهم خالد بن الوليد ففتح اللَّه عليهم، و كان عليهم حتى رجع الى المدينة.

فصل‌

قال ابن إسحاق: حدثني عبد اللَّه بن أبى بكر عن أم عيسى الخزاعية عن أم جعفر بنت محمد بن‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست