responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 238

لاخذ برقابنا كما يؤخذ برقبة الضبع في مغارتها، قلت و أنا اللَّه قد أردت محمدا و أردت الإسلام، فخرج عثمان بن طلحة فرحب بى فنزلنا جميعا في المنزل. ثم اتفقنا حتى أتينا المدينة فما أنس قول رجل لقيناه ببئر أبى عتبة يصيح: يا رباح يا رباح يا رباح، فتفاءلنا بقوله و سرنا، ثم نظر إلينا فأسمعه يقول: قد أعطت مكة المقادة بعد هذين، و ظننت أنه يعنيني و يعنى خالد بن الوليد و ولى مدبرا الى المسجد سريعا فظننت أنه بشر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بقدومنا فكان كما ظننت، و أنخنا بالحرة فلبسنا من صالح ثيابنا، ثم نودي بالعصر فانطلقنا على أظلعنا عليه، و إن لوجهه تهللا و المسلمون حوله قد سروا بإسلامنا فتقدم خالد بن الوليد فبايع، ثم تقدم عثمان بن طلحة فبايع، ثم تقدمت فو اللَّه ما هو إلا أن جلست بين يديه فما استطعت أن أرفع طرفي حياء منه. قال فبايعته على أن يغفر لى ما تقدم من ذنبي و لم يحضرني ما تأخر،

فقال‌ «إن الإسلام يجب ما كان قبله، و الهجرة تجب ما كان قبلها»

قال فو اللَّه ما عدل بى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و بخالد بن الوليد أحدا من أصحابه في أمر حزبه منذ أسلمنا، و لقد كنا عند أبى بكر بتلك المنزلة، و لقد كنت عند عمر بتلك الحالة و كان عمر على خالد كالعاتب. قال عبد الحميد بن جعفر شيخ الواقدي: فذكرت هذا الحديث ليزيد بن حبيب فقال: أخبرنى راشد مولى حبيب بن أبى أوس الثقفي عن مولاه حبيب عن عمرو بن العاص نحو ذلك.

قلت: كذلك رواه محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبى حبيب عن راشد عن مولاه حبيب [قال‌] حدثني عمرو بن العاص من فيه، فذكر ما تقدم في سنة خمس بعد مقتل أبى رافع، و سياق الواقدي أبسط و أحسن. قال الواقدي عن شيخه عبد الحميد: فقلت ليزيد بن أبى حبيب وقّت لك متى قدم عمرو و خالد؟ قال لا إلا أنه قال قبل الفتح، قلت فان أبى أخبرنى ان عمرا و خالدا و عثمان بن طلحة قدموا لهلال صفر سنة ثمان، و سيأتي عند وفاة عمرو من صحيح مسلم ما يشهد لسياق إسلامه و كيفية حسن صحبته لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مدة حياته، و كيف مات و هو يتأسف على ما كان منه في مدة مباشرته الامارة بعده عليه الصلاة و السلام، و صفة موته رضى اللَّه عنه.

طريق إسلام خالد بن الوليد

قال الواقدي: حدثني يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال سمعت أبى يحدث عن خالد بن الوليد قال: لما أراد اللَّه بى ما أراد من الخير قذف في قلبي الإسلام و حضرني رشدي، فقلت قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فليس في موطن أشهده الا انصرف و أنا أرى في نفسي أنى موضع في غير شي‌ء، و أن محمدا سيظهر، فلما خرج رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الى الحديبيّة خرجت في خيل من المشركين فلقيت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في أصحابه بعسفان، فقمت بإزائه‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست