responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 223

أتينا بطن الكديد فنزلنا عشية بعد العصر، فبعثني أصحابى اليه فعمدت الى تل يطلعني على الحاضر فانبطحت عليه و ذلك قبل غروب الشمس، فخرج رجل منهم فنظر فرآني منبطحا على التل فقال لامرأته: إني لأرى سوادا على هذا التل ما رأيته في أول النهار فانظرى لا تكون الكلاب اجترت بعض أوعيتك؟ فنظرت فقالت و اللَّه ما أفقد منها شيئا، قال فناولينى قوسى و سهمين من نبلى فناولته فرماني بسهم في جنبي أو قال في جبيني فنزعته فوضعته و لم أتحرك، ثم رماني بالآخر فوضعه في رأس منكبى فنزعته فوضعته و لم أتحرك، فقال لامرأته أما و اللَّه لقد خالطه سهماي و لو كان ريبة لتحرك، فإذا أصبحت فابتغى سهمي فخذيهما لا تمضغهما على الكلاب، قال فأمهلنا حتى إذا راحت روائحهم و حتى احتلبوا و عطنوا و سكنوا و ذهبت عتمة من الليل، شننا عليهم الغارة فقتلنا و استقنا النعم و وجهنا قافلين به و خرج صريخ القوم الى قومهم بقربنا، قال و خرجنا سراعا حتى نمر بالحارث بن مالك بن البرصاء و صاحبه، فانطلقنا به معنا و أتانا صريخ الناس فجاءنا ما لا قبل لنا به، حتى إذا لم يكن بيننا و بينهم الا بطن الوادي من قديد بعث اللَّه من حيث شاء ماء ما رأينا قبل ذلك مطرا و لا حالا، و جاء بما لا يقدر أحد أن يقدم عليه، فلقد رأيتهم وقوفا ينظرون إلينا ما يقدر أحد منهم أن يقدم عليه، و نحن نجدبها أو نحدوها- شك النفيلى- فذهبنا سراعا حتى أسندنا بها في المسلك، ثم حذرنا عنه حتى أعجزنا القوم بما في أيدينا. و قد رواه أبو داود من حديث محمد بن إسحاق في روايته عبد اللَّه بن غالب، و الصواب غالب بن عبد اللَّه كما تقدم. و ذكر الواقدي هذه القصة باسناد آخر و قال فيه: و كان معه من الصحابة مائة و ثلاثون رجلا. ثم ذكر البيهقي من طريق الواقدي سرية بشير ابن سعد أيضا الى ناحية خيبر فلقوا جمعا من العرب و غنموا نعما كثيرا، و كان بعثه في هذه السرية بإشارة أبى بكر و عمر رضى اللَّه عنهما، و كان معه من المسلمين ثلاثمائة رجل و دليله حسيل بن نويرة و هو الّذي كان دليل النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الى خيبر قاله الواقدي.

سرية أبى حدرد الى الغابة

قال يونس عن محمد بن إسحاق: كان من حديث قصة أبى حدرد و غزوته الى الغابة ما حدثني جعفر بن عبد اللَّه بن أسلم عن أبى حدرد قال: تزوجت امرأة من قومي فأصدقتها مائتي درهم، قال فأتيت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أستعينه على نكاحي فقال «كم أصدقت؟» فقلت مائتي درهم، فقال «سبحان اللَّه و اللَّه لو كنتم تأخذونها من واد ما زدتم، و اللَّه ما عندي ما أعينك به» فلبثت أياما ثم أقبل رجل من جشم بن معاوية يقال له رفاعة بن قيس- أو قيس بن رفاعة- في بطن عظيم من جشم حتى نزل بقومه و من معه بالغابة يريد أن يجمع قيسا على محاربة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و كان ذا اسم و شرف في جشم، قال فدعاني رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و رجلين من المسلمين فقال «اخرجوا الى هذا الرجل‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست