responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 198

فصل‌

قال ابن إسحاق و حاصر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أهل خيبر في حصنيهم الوطيح و السلالم حتى إذا أيقنوا بالهلكة سألوه أن يسيرهم و أن يحقن دماءهم ففعل، و كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قد حاز الأموال كلها الشق و النطاة و الكتيبة و جميع حصونهم الا ما كان من ذينك الحصنين، فلما سمع أهل فدك قد صنعوا ما صنعوا بعثوا الى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ان يسيرهم و يحقن دماءهم و يخلوا له الأموال ففعل و كان ممن مشى بنى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و بينهم في ذلك محيّصة بن مسعود أخو بنى حارثة. فلما نزل أهل خيبر على ذلك سألوا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أن يعاملهم في الأموال على النصف، و قالوا: نحن أعلم بها منكم و أعمر لها، فصالحهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على النصف على أنا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم.

و عامل أهل فدك بمثل ذلك‌

فصل في فتح حصونها و قسيمة أرضها

قال الواقدي لما تحولت اليهود من حصن ناعم و حصن الصعب بن معاذ الى قلعة الزبير حاصرهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ثلاثة أيام فجاء رجل من اليهود يقال له عزال فقال يا أبا القاسم تؤمننى على أن أدلك على ما تستريح به من أهل النطاة و تخرج الى أهل الشق فان أهل الشق قد هلكوا رعبا منك قال فأمنه رسول اللَّه على أهله و ماله فقال له اليهودي انك لو أقمت شهرا تحاصرهم ما بالوا بك، ان لهم تحت الأرض دبولا يخرجون بالليل فيشربون منها ثم يرجعون الى قلعتهم، فأمر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بقطع دبولهم فخرجوا فقاتلوا أشد القتال و قتل من المسلمين يومئذ نفر و أصيب من اليهود عشرة و افتتحه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و كان آخر حصون النطاة. و تحول الى الشق و كان به حصون ذوات عدد فكان أول حصن بدأ به منها حصن أبى فقام رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على قلعة يقال لها سموان فقاتل عليها أشد القتال فخرج منهم رجل يقال له عزول فدعا الى البراز فبرز اليه الحباب بن المنذر فقطع يده اليمنى من نصف ذراعه و وقع السيف من يده و فر اليهودي راجعا فاتبعه الحباب فقطع عرقوبه و برز منهم آخر فقام اليه رجل من المسلمين فقتله اليهودي فنهض اليه أبو دجانة فقتله و أخذ سلبه و أحجموا عن البراز فكبر المسلمون ثم تحاملوا على الحصن فدخلوه و أمامهم أبو دجانة فوجدوا فيه أثاثا و متاعا و غنما و طعاما و هرب من كان فيه من المقاتلة و تقحموا الجزر كأنهم الضباب حتى صاروا الى حصن البزاة بالشق و تمنعوا أشد الامتناع فزحف اليهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أصحابه فتراموا و رمى معهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بيده الكريمة حتى أصاب نبلهم بنانه عليه الصلاة و السلام فأخذ (عليه السلام) كفا من الحصا يرمى حصنهم بها فرجف بهم حتى ساخ في الأرض و أخذهم المسلمون أخذا باليد. قال الواقدي:

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست