نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 4 صفحه : 137
لنا القدم الاولى إليك و خلفنا* * * لأولنا في ملة اللَّه تابع
و نعلم أن الملك للَّه وحده* * * و ان قضاء اللَّه لا بد واقع
مقتل أبى رافع سلام بن أبى الحقيق اليهودي لعنه اللَّه
في قصر له في أرض خيبر- و كان تاجرا مشهورا بأرض الحجاز قال ابن إسحاق: و لما انقضى شأن الخندق و أمر بنى قريظة و كان سلام بن أبى الحقيق- و هو أبو رافع- فيمن حزّب الأحزاب على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و كانت الأوس قبل أحد قد قتلت كعب بن الأشرف فاستأذن الخزرج رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في قتل سلام بن أبى الحقيق و هو بخيبر فأذن لهم. قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن مسلم الزهري عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك قال: و كان مما صنع اللَّه لرسوله (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أن هذين الحيين من الأنصار الأوس و الخزرج كانا يتصاولان مع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) تصاول الفحلين لا تصنع الأوس شيئا فيه غناء عن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الا و قالت الخزرج و اللَّه لا يذهبون بهذه فضلا علينا عند رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فلا ينتهون حتى يوقعوا مثلها و إذا فعلت الخزرج شيئا قالت الأوس مثل ذلك. قال: و لما أصابت الأوس كعب بن الأشرف في عداوته لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قالت الخزرج و اللَّه لا يذهبون بها فضلا علينا أبدا. قال: فتذاكروا من رجل لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في العداوة كابن الأشرف فذكروا ابن أبى الحقيق و هو بخيبر فاستأذنوا الرسول (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في قتله فأذن لهم فخرج من الخزرج من بنى سلمة خمسة نفر عبد اللَّه بن عتيك و مسعود بن سنان و عبد اللَّه بن أنيس و أبو قتادة الحارث ابن ربعي و خزاعيّ بن أسود حليف لهم من أسلم فخرجوا و أمرّ عليهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عبد اللَّه بن عتيك و نهاهم أن يقتلوا وليدا أو امرأة، فخرجوا حتى إذا قدموا خيبر أتوا دار ابن أبى الحقيق ليلا فلم يدعوا بيتا في الدار حتى أغلقوه عفى أهله قال: و كان في علية له اليها عجلة قال: فأسندوا اليها حتى قاموا على بابه فاستأذنوا فخرجت اليهم امرأته، فقالت: من أنتم؟ قالوا: أناس من العرب نلتمس الميرة. قالت: ذاكم صاحبكم فادخلوا عليه. فلما دخلنا أغلقنا علينا و عليه الحجرة تخوفا أن يكون دونه مجاولة تحول بيننا و بينه. قال: فصاحت امرأته فنوهت بنا فابتدرناه و هو على فراشه بأسيافنا فو اللَّه ما يدلنا عليه في سواد الليل إلا بياضه كأنه قبطية ملقاة. قال: فلما صاحت بنا امرأته جعل الرجل منا يرفع عليها سيفه ثم يذكر نهى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فيكف يده و لو لا ذلك لفرغنا منها بليل. قال فلما ضربناه بأسيافنا تحامل عليه عبد اللَّه بن أنيس بسيفه في بطنه حتى أنفذه و هو يقول:
قطنى قطنى أي حسبي حسبي. قال: و خرجنا و كان عبد اللَّه بن عتيك سيئ البصر قال فوقع من الدرجة فوثبت يده وثبا شديدا و حملناه حتى نأتي به منهرا من عيونهم فندخل فيه فأوقدوا النيران و اشتدّوا
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 4 صفحه : 137