responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 80

فذكروا له أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا و هم قريب من أربعين من بين رجال و نساء و مع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عمه حمزة و أبو بكر بن أبى قحافة الصديق و على بن أبى طالب رضى اللَّه عنهم، في رجال من المسلمين ممن كان أقام مع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بمكة و لم يخرج فيمن خرج إلى أرض الحبشة.

فلقيه نعيم بن عبد اللَّه فقال أين تريد يا عمر؟ قال أريد محمدا هذا الصابي الّذي فرق أمر قريش و سفه أحلامها و عاب دينها و سب آلهتها فأقتله. فقال له نعيم: و اللَّه لقد غرتك نفسك يا عمر، أ ترى بنى عبد مناف تاركيك تمشى على الأرض و قد قتلت محمدا؟ أ فلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم قال: و أي أهل بيتي، قال ختنك و ابن عمك سعيد بن زيد و أختك فاطمة فقد و اللَّه أسلما و تابعا محمدا (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على دينه، فعليك بهما فرجع عمر عائدا إلى أخته فاطمة و عندها خباب بن الأرت معه صحيفة فيها طه يقريها إياها فلما سمعوا حس عمر تغيب خباب في مخدع لهم- أو في بعض البيت- و أخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها و قد سمع عمر حين دنا إلى الباب قراءة خباب عليها: فلما دخل قال ما هذه الهينمة التي سمعت؟ قالا له ما سمعت شيئا. قال بلى و اللَّه لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدا على دينه و بطش بختنه سعيد بن زيد. فقامت اليه أخته فاطمة بنت الخطاب لتكفه عن زوجها فضربها فشجها، فلما فعل ذلك قالت له أخته و ختنه نعم قد أسلمنا و آمنا باللَّه و رسوله فاصنع ما بدا لك، فلما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع و ارعوى، و قال لأخته أعطينى هذه الصحيفة التي كنتم تقرءون آنفا انظر ما هذا الّذي جاء به محمدا؟ و كان عمر كاتبا فلما قال ذلك قالت له أخته إنا نخشاك عليها، قال لا تخافي و حلف لها بآلهته ليردنها إذا قرأها اليها، فلما قال ذلك طمعت في إسلامه فقالت يا أخى انك نجس على شركك، و إنه‌ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ‌ فقام عمر فاغتسل فأعطته الصحيفة و فيها طه فقرأها فلما قرأ منها صدرا. قال: ما أحسن هذا الكلام و أكرمه. فلما سمع ذلك خباب بن الأرت خرج اليه فقال له: و اللَّه يا عمر إني لأرجو أن يكون اللَّه قد خصك بدعوة نبيه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فانى سمعته أمس و هو يقول: اللَّهمّ أيد الإسلام بابي الحكم بن هشام- أو بعمر بن الخطاب- فاللَّه اللَّه يا عمر فقال عند ذلك: فدلني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم. فقال له خباب: هو في بيت عند الصفا معه نفر من أصحابه، فاخذ عمر سيفه فتوشحه ثم عمد إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أصحابه فضرب عليهم الباب، فلما سمعوا صوته قام رجل من أصحاب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فنظر من خلل الباب فإذا هو بعمر متوشح بالسيف فرجع إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هو فزع فقال: يا رسول اللَّه هذا عمر بن الخطاب متوشحا بالسيف، فقال حمزة فاذن له فان كان جاء يريد خيرا بذلناه و إن كان يريد شرا قتلناه بسيفه. فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «ايذن له» فاذن له الرجل و نهض اليه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حتى لقيه في الحجرة فاخذ بحجزته أو بمجمع ردائه ثم جذبه جذبة شديدة

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست