responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 41

جميع الخلق في ذلك عنده شرع سواء. و تسلط عليه و على من اتبعه من آحاد الناس من ضعفائهم الأشداء الأقوياء من مشركي قريش بالأذية القولية و الفعلية، و كان من أشد الناس عليه عمه أبو لهب- و اسمه عبد العزى بن عبد المطلب- و امرأته أم جميل أروى بنت حرب بن أمية أخت أبى سفيان و خالفه في ذلك عمه أبو طالب بن عبد المطلب، و كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أحب خلق اللَّه اليه طبعا و كان يحنو عليه و يحسن اليه، و يدافع عنه و يحامى، و يخالف قومه في ذلك مع أنه على دينهم و على خلتهم، إلا أن اللَّه تعالى قد امتحن قلبه بحبه حبا طبعيا لا شرعيا. و كان استمراره على دين قومه من حكمة اللَّه تعالى، و مما صنعه لرسوله من الحماية، إذ لو كان أسلم أبو طالب لما كان له عند مشركي قريش وجاهة و لا كلمة، و لا كانوا يهابونه و يحترمونه. و لاجترءوا عليه، و لمدوا أيديهم و ألسنتهم بالسوء اليه، و ربك يخلق ما يشاء و يختار. و قد قسم خلقه أنواعا و أجناسا، فهذان العمان كافران أبو طالب و أبو لهب. و لكن هذا يكون في القيامة في ضحضاح من نار، و ذلك في الدرك الأسفل من النار، و أنزل اللَّه فيه سورة في كتابه تتلى على المنابر، و تقرأ في المواعظ و الخطب. تتضمن أنه‌ سَيَصْلى‌ ناراً ذاتَ لَهَبٍ، وَ امْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ‌.

قال الامام احمد حدثنا إبراهيم بن أبى العباس حدثنا عبد الرحمن بن أبى الزناد عن أبيه. قال أخبر رجل يقال له ربيعة بن عباد من بنى الديل- و كان جاهليا فأسلم- قال: رأيت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في الجاهلية في سوق ذي المجاز و هو يقول:

«يا أيها الناس قولوا لا إله إلا اللَّه تفلحوا» و الناس مجتمعون عليه، و وراءه رجل وضي‌ء الوجه أحول ذو غديرتين يقول: إنه صابئ كاذب يتبعه حيث ذهب، فسألت عنه فقالوا هذا عمه أبو لهب ثم‌ رواه هو و البيهقي من حديث عبد الرحمن بن أبى الزناد بنحوه‌.

و قال البيهقي أيضا حدثنا أبو طاهر الفقيه حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن القطان حدثنا أبو الأزهر حدثنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري حدثنا محمد بن عمر عن محمد بن المنكدر عن ربيعة الديليّ. قال: رأيت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بذي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى اللَّه، و وراءه رجل أحول تقد وجنتاه و هو يقول: أيها الناس لا يغرنكم هذا عن دينكم و دين آبائكم. قلت من هذا؟ قيل هذا أبو لهب. ثم رواه من طريق شعبة عن الأشعث بن سليم عن رجل من كنانة. قال رأيت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بسوق ذي المجاز و هو يقول: «يا أيها الناس قولوا لا إله إلا اللَّه تفلحوا» و إذا رجل خلفه يسفى عليه التراب، و إذا هو أبو جهل، و إذا هو يقول: يا أيها الناس لا يغرنكم هذا عن دينكم فإنما يريد أن تتركوا عبادة اللات و العزى كذا قال أبو جهل،

و الظاهر أنه أبو لهب، و سنذكر بقية ترجمته عند ذكر وفاته و ذلك بعد وقعة بدر إن شاء اللَّه تعالى.

و أما أبو طالب فكان في غاية الشفقة و الحنو الطبيعي كما سيظهر من صنائعه، و سجاياه، و اعتماده‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست