responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 328

سبعون و هذا قول الجمهور، و لهذا قال كعب بن مالك في قصيدة له:

فأقام بالعطن المعطن منهم‌* * * سبعون عتبة منهم و الأسود

و قد حكى الواقدي الإجماع على ذلك و فيما قاله نظر، فان موسى بن عقبة و عروة بن الزبير قالا خلاف ذلك و هما من أئمة هذا الشان فلا يمكن حكاية الاتفاق بدون قولهما و إن كان قولهما مرجوحا بالنسبة إلى الحديث الصحيح و اللَّه أعلم. و قد سرد أسماء القتلى و الأسارى ابن إسحاق و غيره و حرر ذلك الحافظ الضياء في أحكامه جيدا و قد تقدم في غضون سياقات القصة ذكر أول من قتل منهم و هو الأسود بن عبد الأسد المخزومي، و أول من فر و هو خالد بن الأعلم الخزاعي- أو العقيلي- حليف بنى مخزوم و ما أفاده ذلك فإنه أسر و هو القائل في شعره:

و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا* * * و لكن على أقدامنا يقطر الدم‌

فما صدق في ذلك، و أول من أسروا عقبة بن أبى معيط و النضر بن الحارث قتلا صبرا بين يدي رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من بين الأسارى، و قد اختلف في أيهما قتل أولا على قولين و أنه (عليه السلام) أطلق جماعة من الأسارى مجانا بلا فداء منهم أبو العاص بن الربيع الأموي، و المطلب بن حنطب ابن الحارث المخزومي، و صيفي بن أبى رفاعة كما تقدم، و أبو عزة الشاعر، و وهب بن عمير بن وهب الجمحيّ كما تقدم، و فادى بقيتهم حتى عمه العباس أخذ منه أكثر مما أخذ من سائر الأسرى لئلا يحابيه لكونه عمه مع أنه قد سأله الذين أسروه من الأنصار أن يتركوا له فداءه فأبى عليهم ذلك، و قال لا تتركوا منه درهما، و قد كان فداؤهم متفاوتا فأقل ما أخذ أربعمائة، و منهم من أخذ منه أربعون أوقية من ذهب. قال موسى بن عقبة و أخذ من العباس مائة أوقية من ذهب، و منهم من استؤجر على عمل بمقدار فدائه كما قال الامام احمد حدثنا على بن عاصم قال قال داود ثنا عكرمة عن ابن عباس قال: كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء فجعل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة، قال فجاء غلام يوما يبكى إلى أمه فقالت ما شأنك؟ فقال ضربني معلمي فقالت الخبيث يطلب بدخل بدر و اللَّه لا تأتيه أبدا. انفرد به احمد و هو على شرط السنن و تقدم بسط ذلك كله و اللَّه الحمد و المنة.

فصل في فضل من شهد بدرا من المسلمين‌

قال البخاري في هذا الباب حدثنا عبد اللَّه بن محمد ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن حميد سمعت أنسا يقول: أصيب حارثة يوم بدر فجاءت أمه إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقالت: يا رسول اللَّه قد عرفت منزلة حارثة منى فان يك في الجنة أصبر و أحتسب، و إن تكن الأخرى فترى ما أصنع فقال «ويحك أ و هبلت أو جنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة و إنه في جنة الفردوس»

تفرد به‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست