responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 220

«هو مسجدي هذا»

و قال الامام احمد حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد اللَّه بن عامر الأسلمي عن عمران بن أبى أنس عن سهل بن سعد عن أبى بن كعب أن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال: «المسجد الّذي أسس على التقوى مسجدي هذا»

فهذه طرق متعددة لعلها تقرب من إفادة القطع بأنه مسجد الرسول (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و إلى هذا ذهب عمر و ابنه عبد اللَّه و زيد بن ثابت، و سعيد بن المسيب، و اختاره ابن جرير. و قال آخرون لا منافاة بين نزول الآية في مسجد قباء كما تقدم بيانه، و بين هذه الأحاديث. لان هذا المسجد أولى بهذه الصفة، من ذلك لان هذا أحد المساجد الثلاثة التي تشد الرحال اليها كما ثبت‌

في الصحيحين من حديث أبى هريرة. قال قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا و المسجد الحرام، و مسجد بيت المقدس»

و في صحيح مسلم عن أبى سعيد عن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال‌ «لا تشد الرحال الا إلى ثلاثة مساجد» و ذكرها.

و ثبت‌

في الصحيحين أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام» و في مسند احمد بإسناد حسن زيادة حسنة و هي قوله‌ «فان ذلك أفضل»

و في الصحيحين من حديث يحيى القطان عن حبيب عن حفص بن عاصم عن أبى هريرة قال قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ «ما بين بيتي و منبري روضة من رياض الجنة، و منبري على حوضي»

و الأحاديث في فضائل هذا المسجد الشريف كثيرة جدا و سنوردها في كتاب المناسك من كتاب الأحكام الكبير إن شاء اللَّه و به الثقة و عليه التكلان و لا حول و لا قوة إلا باللَّه العزيز الحكيم.

و قد ذهب الامام مالك و أصحابه إلى أن مسجد المدينة أفضل من المسجد الحرام لأن ذاك بناه إبراهيم، و هذا بناه محمد (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و معلوم أن محمدا (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أفضل من إبراهيم (عليه السلام). و قد ذهب الجمهور إلى خلاف ذلك و قرروا أن المسجد الحرام أفضل لانه في بلد حرمه اللَّه يوم خلق السموات و الأرض، و حرمه إبراهيم الخليل (عليه السلام)، و محمد خاتم المرسلين: فاجتمع فيه من الصفات ما ليس في غيره، و بسط هذه المسألة موضع آخر و باللَّه المستعان.

فصل‌

و بنى لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حول مسجده الشريف حجر لتكون مساكن له و لأهله و كانت مساكن قصيرة البناء قريبة الفناء قال الحسن بن أبى الحسن البصري- و كان غلاما مع أمه خيرة مولاة أم سلمة- لقد كنت أنال أطول سقف في حجر النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بيدي. قلت: الا أنه قد كان الحسن البصري شكلا ضخما طوالا (رحمه اللَّه).

و قال السهيليّ في الروض: كانت مساكنه (عليه السلام) مبنية من جريد عليه طين بعضها من‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست