responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 218

يكون قوله الخندق و هما أو أنه قال له ذلك في بناء المسجد و في حفر الخندق و اللَّه أعلم.

قلت: حمل اللبن في حفر الخندق لا معنى له، و الظاهر أنه اشتبه على الناقل و اللَّه أعلم. و هذا الحديث من دلائل النبوة حيث أخبر (صلوات اللَّه و سلامه عليه) عن عمار أنه تقتله الفئة الباغية و قد قتله أهل الشام في وقعة صفين و عمار مع على و أهل العراق كما سيأتي بيانه و تفصيله في موضعه. و قد كان عليّ أحق بالأمر من معاوية. و لا يلزم من تسمية أصحاب معاوية بغاة تكفيرهم كما يحاوله جهلة الفرقة الضالة من الشيعة و غيرهم لانهم و إن كانوا بغاة في نفس الأمر فإنهم كانوا مجتهدين فيما تعاطوه من القتال و ليس كل مجتهد مصيبا بل المصيب له أجران و المخطئ له أجر، و من زاد في هذا الحديث بعد تقتلك الفئة الباغية- لا أنالها اللَّه شفاعتي يوم القيامة- فقد افترى في هذه الزيادة على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فإنه لم يقلها إذ لم تنقل من طريق تقبل و اللَّه أعلم. و أما قوله يدعوهم إلى الجنة و يدعونه إلى النار، فان عمارا و أصحابه يدعون أهل الشام إلى الألفة و اجتماع الكلمة، و أهل الشام يريدون أن يستأثروا بالأمر دون من هو أحق به، و أن يكون الناس أوزاعا على كل قطر امام برأسه، و هذا يؤدى إلى افتراق الكلمة و اختلاف الأمة فهو لازم مذهبهم و ناشئ عن مسلكهم، و إن كانوا لا يقصدونه و اللَّه أعلم. و سيأتي تقرير هذه المباحث إذا انتهينا إلى وقعة صفين من كتابنا هذا بحول اللَّه و قوته و حسن تأييده و توفيقه و المقصود هاهنا إنما هو قصة بناء المسجد النبوي على بإنية أفضل الصلاة و التسليم.

و قد قال الحافظ البيهقي في الدلائل حدثنا أبو عبد اللَّه الحافظ إملاء ثنا أبو بكر بن إسحاق أخبرنا عبيد بن شريك ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد اللَّه بن المبارك أخبرنا حشرج بن نباتة عن سعيد ابن جمهان عن سفينة مولى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم). قال: جاء أبو بكر بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه، ثم جاء عثمان بحجر فوضعه. فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «هؤلاء ولاة الأمر بعدي»،

ثم رواه من حديث يحيى بن عبد الحميد الحماني عن حشرج عن سعيد عن سفينة. قال: لما بنى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) المسجد وضع حجرا. ثم قال «ليضع أبو بكر حجرا إلى جنب حجري، ثم ليضع عمر حجره إلى جنب حجر أبى بكر، ثم ليضع عثمان حجره إلى جنب حجر عمر» فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «هؤلاء الخلفاء من بعدي» و هذا الحديث بهذا السياق غريب جدا،

و المعروف ما

رواه الامام احمد عن أبى النضر عن حشرج بن نباتة العبسيّ [1] و عن بهز و زيد بن الحباب و عبد الصمد و حماد بن سلمة كلاهما عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال سمعت رسول اللَّه يقول: «الخلافة ثلاثون عاما، ثم يكون من بعد ذلك الملك» ثم قال سفينة أمسك، خلافة أبى بكر سنتين، و خلافة عمر عشر سنين و خلافة


[1] كذا بالأصل، و هو حشرج بن نباتة الأشجعي أبو مكرم الواسطي الكوفي كما في الخلاصة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست