responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 118

و المسلمون يأتمون بالنبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هو يقتدى بجبرائيل كما جاء

في الحديث عن ابن عباس و جابر: «أمنى جبرائيل عند البيت مرتين».

فبين له الوقتين الأول و الآخر، فهما و ما بينهما الوقت الموسع، و لم يذكر توسعة في وقت المغرب. و قد ثبت ذلك في حديث أبى موسى و بريدة و عبد اللَّه بن عمرو و كلها في صحيح مسلم. و موضع بسط ذلك في كتابنا الأحكام و للَّه الحمد. فأما ما ثبت في صحيح البخاري عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: فرضت الصلاة أول ما فرضت ركعتين فأقرت صلاة السفر و زيد في صلاة الحضر. و كذا رواه الأوزاعي عن الزهري، و رواه الشعبي عن مسروق عنها و هذا مشكل من جهة أن عائشة كانت تتم الصلاة في السفر، و كذا عثمان بن عفان و قد تكلمنا على ذلك عند قوله تعالى: وَ إِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا. قال البيهقي: و قد ذهب الحسن البصري الى أن صلاة الحضر أول ما فرضت أربعا كما ذكره مرسلا من صلاته (عليه السلام) صبيحة الاسراء الظهر أربعا، و العصر أربعا و المغرب ثلاثا يجهر في الأوليين، و العشاء أربعا يجهر في الأوليين. و الصبح ركعتين يجهر فيهما.

قلت: فلعل عائشة أرادت أن الصلاة كانت قبل الاسراء تكون ركعتين ركعتين ثم لما فرضت الخمس فرضت حضرا على ما هي عليه، و رخص في السفر أن يصلى ركعتين كما كان الأمر عليه قديما و على هذا لا يبقى إشكال بالكلية و اللَّه أعلم.

فصل انشقاق القمر في زمان النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌

و جعل اللَّه له آية على صدق رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فيما جاء به من الهدى و دين الحق حيث كان ذلك وقت إشارته الكريمة، قال اللَّه تعالى في محكم كتابه العزيز: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ، وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ، وَ كَذَّبُوا وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَ كُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ و قد أجمع المسلمون على وقوع ذلك في زمنه عليه الصلاة و السلام. و جاءت بذلك الأحاديث المتواترة من طرق متعددة تفيد القطع عند من أحاط بها و نظر فيها. و نحن نذكر من ذلك ما تيسر إن شاء اللَّه و به الثقة و عليه التكلان. و قد تقصينا ذلك في كتابنا التفسير فذكرنا الطرق و الألفاظ محررة، و نحن نشير هاهنا إلى أطراف من طرقها و نعزوها إلى الكتب المشهورة بحول اللَّه و قوته. و ذلك مروى عن أنس بن مالك، و جبير بن مطعم، و حذيفة، و عبد اللَّه بن عباس، و عبد اللَّه بن عمر، و عبد اللَّه بن مسعود رضى اللَّه عنهم أجمعين.

أما أنس‌

فقال الامام احمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة عن أنس بن مالك قال:

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست