نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 2 صفحه : 286
ذكره مقيدا بهذا الواقدي. و حكى السهيليّ عن بعضهم أنه كان عمره عليه الصلاة و السلام إذ ذاك تسع سنين و اللَّه أعلم. قال الواقدي: حدثني محمد بن صالح و عبد اللَّه بن جعفر و إبراهيم بن إسماعيل بن أبى حبيبة عن داود بن الحصين. قالوا: لما بلغ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) اثنتي عشرة سنة خرج به عمه أبو طالب إلى الشام في العير التي خرج فيها للتجارة و نزلوا بالراهب بحيرى. فقال لأبى طالب بالسر ما قال. و أمره أن يحتفظ به فرده معه أبو طالب إلى مكة.
و شب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مع أبى طالب يكلؤه اللَّه و يحفظه و يحوطه من أمور الجاهلية و معايبها لما يريد من كرامته حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة، و أحسنهم خلقا، و أكرمهم مخالطة، و أحسنهم جوارا، و أعظمهم حلما و أمانة، و أصدقهم حديثا، و أبعدهم من الفحش و الأذى. ما رئي ملاحيا و لا مماريا أحدا، حتى سماه قومه الأمين. لما جمع اللَّه فيه من الأمور الصالحة فكان أبو طالب يحفظه و يحوطه و ينصره و يعضده حتى مات.
و قال محمد بن سعد: أخبرنا خالد بن معدان حدثنا معتمر بن سليمان سمعت أبى يحدث عن أبى مجلز أن عبد المطلب- أو أبا طالب شك خالد- قال لما مات عبد اللَّه عطف على محمد فكان لا يسافر سفرا إلا كان معه فيه، و إنه توجه نحو الشام فنزل منزلا فأتاه فيه راهب. فقال إن فيكم رجلا صالحا:
ثم قال أين أبو هذا الغلام؟ قال فقال ها أنا ذا وليه- أو قيل هذا وليه- قال احتفظ بهذا الغلام و لا تذهب به إلى الشام إن اليهود حسّد و إني أخشاهم عليه. قال ما أنت تقول ذلك، و لكن اللَّه يقوله.
فرده و قال اللَّهمّ إني أستودعك محمدا ثم إنه مات.
قصة بحيرى
حكى السهيليّ عن سير الزهري أن بحيرى كان حبرا من أحبار يهود.
قلت: و الّذي يظهر من سياق القصة أنه كان راهبا نصرانيا و اللَّه أعلم. و عن المسعودي أنه كان من عبد القيس و كان اسمه جرجيس. و في كتاب المعارف لابن قتيبة سمع هاتف في الجاهلية قبل الإسلام بقليل يهتف و يقول: ألا إن خير أهل الأرض ثلاثة، بحيرى، و رئاب بن البراء الشنى، و الثالث المنتظر. و كان الثالث المنتظر هو الرسول (صلّى اللَّه عليه و سلّم). قال ابن قتيبة و كان قبر رئاب الشنى و قبر ولده من بعده لا يزال يرى عندهما طش، و هو المطر الخفيف.
فصل
في منشئه عليه الصلاة و السلام و مرباه و كفاية اللَّه له، و حياطته، و كيف كان يتيما فآواه و عائلا فأغناه قال محمد بن إسحاق: فشب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يكلؤه اللَّه و يحفظه و يحوطه من أقذار الجاهلية، لما
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 2 صفحه : 286