نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 2 صفحه : 209
نخبزهم [1] بصلاب النسور* * * خبز القوى العزيز الذليلا
قتلنا خزاعة في دارها* * * و بكرا قتلنا و جيلا فجيلا
نفيناهم من بلاد المليك* * * كما لا يحلون أرضا سهولا
فأصبح سيبهم في الحديد* * * و من كل حي شفينا الغليلا
قال ابن إسحاق: فلما رجع رزاح الى بلاده نشره اللَّه و نشر حنا، فهما قبيلا عذرة الى اليوم.
قال ابن إسحاق: و قال قصي بن كلاب في ذلك:
أنا ابن العاصمين بنى لؤيّ* * * بمكة منزلي و بها ربيت
الى البطحاء قد علمت معد* * * و مروتها رضيت بها رضيت
فلست لغالب أن لم تأثل* * * بها أولاد قيذر و النبيت
رزاح ناصري و به أسامى* * * فلست أخاف ضيما ما حييت
و قد ذكر الأموي عن الاشرم عن أبى عبيدة عن محمد بن حفص: أن رزاحا انما قدم بعد ما نفى قصي خزاعة و اللَّه أعلم.
فصل
ثم لما كبر قصي فوض أمر هذه الوظائف التي كانت اليه من رئاسات قريش و شرفها من الرفادة و السقاية و الحجابة و اللواء و الندوة الى ابنه عبد الدار و كان أكبر ولده. و انما خصصه بها كلها لأن بقية إخوته عبد مناف و عبد الشمس و عبدا كانوا قد شرفوا في زمن أبيهم و بلغوا في قوتهم شرفا كبيرا فأحب قصي أن يلحق بهم عبد الدار في السؤدد فخصصه بذلك فكان إخوته لا ينازعونه في ذلك فلما انقرضوا تشاجر أبناؤهم في ذلك و قالوا انما خصص قصي عبد الدار بذلك ليلحقه بإخوته فنحن نستحق ما كان آباؤنا يستحقونه و قال بنو عبد الدار هذا أمر جعله لنا قصي فنحن أحق به و اختلفوا اختلافا كثيرا و انقسمت بطون قريش فرقتين ففرقة بايعت عبد الدار و حالفتهم و فرقة بايعت بنى عبد مناف و حالفوهم على ذلك و وضعوا أيديهم عند الحلف في جفنة فيها طيب ثم لما قاموا مسحوا أيديهم بأركان الكعبة فسموا حلف المطيبين. و كان منهم من قبائل قريش بنو أسد بن عبد العزى بن قصي و بنو زهرة و بنو تيم و بنو الحارث بن فهر و كان مع بنى عبد الدار بنو مخزوم و بنو سهم و بنو جمح و بنو عدي و اعتزلت بنو عامر ابن لؤيّ و محارب بن فهر الجميع فلم يكونوا مع واحد منهما ثم اصطلحوا و اتفقوا على أن تكون الرفادة و السقاية لبني عبد مناف و ان تستقر الحجابة و اللواء و الندوة في بنى عبد الدار فانبرم الأمر على ذلك و استمر.
[1] قوله نخبزهم. قال السهيليّ: أي نسوقهم سوقا شديدا.
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 2 صفحه : 209