responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 109

الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً) و قد أوردنا الأحاديث المروية في خروج يأجوج و مأجوج في التفسير و سنوردها ان شاء اللَّه في كتاب الفتن و الملاحم من كتابنا هذا إذا انتهينا اليه بحول اللَّه و قوته و حسن توفيقه و معونته و هدايته.

قال أبو داود الطيالسي عن الثوري بلغنا أن أول من صافح ذو القرنين. و روى عن كعب الأحبار انه قال لمعاوية إن ذا القرنين لما حضرته الوفاة أوصى أمه إذا هو مات أن تصنع طعاما و تجمع نساء أهل المدينة و تضعه بين أيديهن و تأذن لهن فيه إلا من كانت ثكلى فلا تأكل منه شيئا فلما فعلت ذلك لم تضع واحدة منهن يدها فيه فقالت لهن سبحان اللَّه كلكن ثكلى فقلن أي و اللَّه ما منا إلا من اثكلت فكان ذلك تسلية لأمه. و ذكر إسحاق بن بشر عن عبد اللَّه بن زياد عن بعض أهل الكتاب وصية ذي القرنين و موعظة أمه موعظة بليغة طويلة فيها حكم و أمور نافعة و أنه مات و عمره ثلاثة آلاف سنة و هذا غريب.

قال ابن عساكر و بلغني من وجه آخر أنه عاش ستا و ثلاثين سنة. و قيل كان عمره ثنتين و ثلاثين سنة. و كان بعد داود بسبعمائة سنة و أربعين سنة. و كان بعد آدم بخمسة آلاف و مائة و احدى و ثمانين سنة. و كان ملكه ست عشرة سنة. و هذا الّذي ذكره انما ينطبق على إسكندر الثاني لا الأول و قد خلط في أول الترجمة و آخرها بينهما و الصواب التفرقة كما ذكرنا اقتداء بجماعة من الحفاظ و اللَّه أعلم* و ممن جعلهما واحدا الامام عبد الملك بن هشام راوي السيرة و قد أنكر ذلك عليه الحافظ أبو القاسم السهيليّ (رحمه اللَّه) إنكارا بليغا ورد قوله ردا شنيعا و فرق بينهما تفريقا جيدا كما قدمنا قال و لعل جماعة من الملوك المتقدمين تسموا بذي القرنين تشبها بالأول و اللَّه أعلم‌

* ذكر أمتى يأجوج و مأجوج‌

و صفاتهم و ما ورد من أخبارهم و صفة السد هم من ذرية آدم بلا خلاف نعلمه ثم الدليل على ذلك ما ثبت‌

في الصحيحين من طريق الأعمش عن أبى صالح عن أبى سعيد قال قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ يقول اللَّه تعالى يوم القيامة يا آدم قم فابعث بعث النار من ذريتك فيقول يا رب و ما بعث النار فيقول من كل ألف تسعمائة و تسعة و تسعون إلى النار و واحد إلى الجنة فحينئذ يشيب الصغير وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَى النَّاسَ سُكارى‌ وَ ما هُمْ بِسُكارى‌ وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ* قالوا يا رسول اللَّه أينا ذلك الواحد فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) (ابشروا فان منكم واحدا و من يأجوج و مأجوج ألفا. و في رواية فقال ابشروا فان فيكم أمتين ما كانتا في شي‌ء إلا كثرتاه‌

أي غلبتاه كثرة و هذا يدل على كثرتهم و انهم أضعاف الناس مرارا عديدة. ثم هم من ذرية نوح لان‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست