responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 101

في نفسه تصديق المسيح فجاء اليه و اعتذر مما صنع و آمن به فقبل منه و سأله أن يمسح عينيه ليرد اللَّه عليه بصره فقال اذهب الى ضينا عندك بدمشق في طرف السوق المستطيل من المشرق فهو يدعو لك فجاء اليه فدعا فرد عليه بصره و حسن ايمان بولص بالمسيح (عليه السلام) أنه عبد اللَّه و رسوله و بنيت له كنيسة باسمه فهي كنيسة بولص المشهورة بدمشق من زمن فتحها الصحابة رضى اللَّه عنهم حتى خربت في الزمان الّذي سنورده إن شاء اللَّه تعالى.

فصل‌

اختلف أصحاب المسيح (عليه السلام) بعد رفعه الى السماء فيه على أقوال كما قاله ابن عباس و غيره من أئمة السلف كما أوردناه عند قوله‌ (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى‌ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ) قال ابن عباس و غيره قال قائلون منهم كان فينا عبد اللَّه و رسوله فرفع الى السماء و قال آخرون هو اللَّه و قال آخرون هو اين اللَّه فالأول هو الحق و القولان الآخران كفر عظيم كما قال‌ (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) و قد اختلفوا في نقل الأناجيل على أربعة أقاويل ما بين زيادة و نقصان و تحريف و تبديل ثم بعد المسيح بثلاثمائة سنة حدثت فيه الطامة العظمى و البلية الكبرى. اختلف البتاركة الأربعة و جميع الأساقفة و القساوسة و الشمامسة و الرهابين في المسيح على أقوال متعددة لا تنحصر و لا تنضبط و اجتمعوا و تحاكموا إلى الملك قسطنطين باني القسطنطينة و هم المجمع الأول فصار الملك إلى قول أكثر فرقة اتفقت على قول من تلك المقالات فسموا الملائكة و دحض من عداهم و أبعدهم و تفردت الفرقة التابعة لعبد اللَّه بن اديوس الّذي ثبت على أن عيسى عبد من عباد اللَّه و رسول من رسله فسكنوا البراري و البوادي و بنوا الصوامع و الديارات و القلايات و قنعوا بالعيش الزهيد و لم يخالطوا أولئك الملل و النحل و بنت الملائكة الكنائس الهائلة عمدوا إلى ما كان من بناء اليونان فحولوا محاريبها الى الشرق و قد كانت إلى الشمال الى الجدي‌

* بيان بناء بيت لحم و القمامة

و بنى الملك قسطنطين بيت لحم على محل مولد المسيح و بنت أمه هيلانة القمامة يعنى على قبر المصلوب و هم يسلمون لليهود أنه المسيح. و قد كفرت هؤلاء و هؤلاء و وضعوا القوانين و الأحكام. و منها مخالف للعتيقة التي هي التوراة و أحلوا أشياء هي حرام بنص التوراة و من ذلك الخنزير و صلوا إلى الشرق و لم يكن المسيح صلّى إلا الى صخرة بيت المقدس و كذلك جميع الأنبياء بعد موسى. و محمد خاتم النبيين صلى اليها بعد هجرته الى المدينة ستة عشر أو سبعة عشر شهرا ثم حول الى الكعبة التي بناها إبراهيم الخليل. و صوروا الكنائس و لم تكن مصورة قبل ذلك و وضعوا العقيدة التي يحفظها أطفالهم و نساؤهم‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست