نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 11 صفحه : 287
إلى الأحساء بعد سنة ثم عاد إلى دمشق في سنة ستين، و كسر جيش جعفر بن فلاح، أول من ناب بالشام عن المعز الفاطمي قتله، ثم توجه إلى مصر فحاصرها في مستهل ربيع الأول من سنة إحدى و ستين، و استمر محاصرها شهورا، و قد كان استخلف على دمشق ظالم بن موهوب ثم عاد إلى الأحساء ثم رجع إلى الرملة فتوفى بها في هذه السنة، و قد جاوز التسعين، و هو يظهر طاعة عبد الكريم الطائع للَّه العباسي، و قد أورد له ابن عساكر أشعارا رائقة، من ذلك ما كتب به إلى جعفر بن فلاح قبل وقوع الحرب بينهما و هي من أفحل الشعر:
الكتب معذرة و الرسل مخبرة* * * و الحق متبع و الخير محمود
و الحرب ساكنة و الخيل صافنة* * * و السلم مبتذل و الظل ممدود
فان أنبتم فمقبول إنابتكم* * * و إن أبيتم فهذا الكور مشدود
على ظهور المنايا أو يردن بنا* * * دمشق و الباب مسدود و مردود
إني امرؤ ليس من شأنى و لا أربى* * * طبل يرن و لا نأى و لا عود
و لا اعتكاف على خمر و مخمرة* * * و ذات دل لها غنج و تفنيد
و لا أبيت بطين البطن من شبع* * * ولى رفيق خميص البطن مجهود
و لا تسامت بى الدنيا إلى طمع* * * يوما و لا غرني فيها المواعيد
و من شعره أيضا:
يا ساكن البلد المنيف تعززا* * * بقلاعه و حصونه و كهوفه
لا عز إلا للعزيز بنفسه* * * و بخيله و برجله و سيوفه
و بقبة بيضاء قد ضربت على* * * شرف الخيام بجاره و ضيوفه
قوم إذا اشتد الوغا أردى العدا* * * و شفى النفوس بضربه و زحوفه
لم يجعل الشرف التليد لنفسه* * * حتى أفاد تليده بطريفه
و فيها تملك قابوس بن وشمكير بلاد جرجان و طبرستان و تلك النواحي. و فيها دخل الخليفة الطائع بشاهبار بنت عز الدولة بن بويه، و كان عرسا حافلا. و فيها حجت جميلة بنت ناصر الدولة بن حمدان في تجمل عظيم، حتى كان يضرب المثل بحجها، و ذلك أنها عملت أربعمائة محمل و كان لا يدرى في أيها هي، و لما وصلت إلى الكعبة نثرت عشرة آلاف دينار على الفقراء و المجاورين، و كست المجاورين بالحرمين كلهم، و أنفقت أموالا جزيلة في ذهابها و إيابها. و حج بالناس من العراق الشريف أحمد بن الحسين بن محمد العلويّ، و كذلك حج بالناس إلى سنة ثمانين و ثلاثمائة، و كانت الخطبة بالحرمين في هذه السنة للفاطميين أصحاب مصر دون العباسيين.
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 11 صفحه : 287