responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 82

ضربه بين يديه مائة و خمسين سوطا، منها ثلاثون فوق رأسه، أصاب أحدها عينه فسالت، ثم رده إلى السجن و قد بقي كأنه عبد أسود من زرقة الضرب، و تراكم الدماء فوق جلده، فأجلس إلى جانب أخيه لأمه عبد اللَّه بن حسن، فاستسقى ماء فما جسر أحد أن يسقيه حتى سقاه خراسانى من جملة الجلاوزة الموكلين بهم. ثم ركب المنصور هودجه و أركبوا أولئك في محامل ضيقة، و عليهم القيود و الأغلال، فاجتاز بهم المنصور و هو في هودجه، فناداه عبد اللَّه بن حسن: و اللَّه يا أبا جعفر ما هكذا صنعنا بأسرائكم يوم بدر، فأخسا ذلك المنصور و ثقل عليه و نفر عنهم. و لما انتهوا إلى العراق حبسوا بالهاشمية، و كان فيهم محمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن حسن، و كان جميلا فتيا، فكان الناس يذهبون لينظروا إلى حسنه و جماله. و كان يقال له: الديباج الأصفر، فأحضره المنصور بين يديه و قال له:

أما لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحدا. ثم ألقاه بين أسطوانتين و سد عليه حتى مات. فعلى المنصور ما يستحقه من عذاب اللَّه و لعنته. و قد هلك كثير منهم في السجن حتى فرج عنهم بعد هلاك المنصور على ما سنذكره. فكان فيمن هلك في السجن عبد اللَّه بن حسن بن حسن بن على بن أبى طالب، و قد قيل و الأظهر أنه قتل صبرا، و أخوه إبراهيم بن الحسن و غيرهما، و قل من خرج منهم من الحبس، و قد جعلهم المنصور في سجن لا يسمعون فيه أذانا، و لا يعرفون فيه وقت صلاة إلا بالتلاوة، ثم بعث أهل خراسان يشفعون في محمد بن عبد اللَّه العثماني، فأمر به فضربت عنقه و أرسل برأسه إلى أهل خراسان، لا جزاه اللَّه خيرا، و رحم اللَّه محمد بن عبد اللَّه العثماني.

و هو محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي (رحمه اللَّه)، أبو عبد اللَّه المدني المعروف بالديباج، لحسن وجهه. و أمه فاطمة بنت الحسين بن على، روى الحديث عن أبيه و أمه و خارجة بن زيد و طاوس و أبى الزناد و الزهري و نافع و غيرهم، و حدث عنه جماعة، و وثقه النسائي و ابن حبان، و كان أخا عبد اللَّه بن حسن لأمه، و كانت ابنته رقية زوجة ابن أخيه إبراهيم بن عبد اللَّه، و كانت من أحسن النساء، و بسببها قتله أبو جعفر المنصور في هذه السنة. و كان كريما جوادا ممدحا. قال الزبير بن بكار: أنشدنى سليمان بن عباس السعدي لأبى و جرة السعدي يمدحه.

وجدنا المحض الّا بيض من قريش‌* * * فتى بين الخليفة و الرسول‌

أتاك المجد من هنا و هناك‌* * * و كنت له بمعتلج السيول‌

فما للمجد دونك من مبيت‌* * * و ما للمجد دونك من مقيل‌

و لا يمضى وراءك يبتغيه‌* * * و لا هو قابل بك من بديل‌

ثم دخلت سنة خمس و أربعين و مائة

فمما كان فيها من الأحداث مخرج محمد بن عبد اللَّه بن حسن بالمدينة و أخيه إبراهيم بالبصرة،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست