responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 311

إلى صبيحة يوم الجمعة فقال ابن أبى دؤاد رأيت أن يلقب بالمتوكل على اللَّه، فاتفقوا على ذلك، و كتب إلى الآفاق و أمر بإعطاء الشاكرية من الجند ثمانية شهور، و للمغاربة أربعة شهور، و لغيرهم ثلاثة شهور، و استبشر الناس به. و قد كان المتوكل رأى في منامه في حياة أخيه هارون الواثق كأن شيئا نزل عليه من السماء مكتوب فيه جعفر المتوكل على اللَّه، فعبره فقيل له هي الخلافة، فبلغ ذلك أخاه الواثق فسجنه حينا ثم أرسله.

و فيها حج بالناس أمير الحجيج محمد بن داود. و فيها توفى الحكم بن موسى. و عمرو بن محمد.

الناقد.

ثم دخلت سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين‌

في يوم الأربعاء سابع صفر منها أمر الخليفة المتوكل على اللَّه بالقبض على محمد بن عبد الملك ابن الزيات وزير الواثق، و كان المتوكل يبغضه لأمور، منها أن أخاه الواثق غضب على المتوكل في بعض الأوقات و كان ابن الزيات يزيده غضبا عليه، فبقي ذلك في نفسه، ثم كان الّذي استرضى الواثق عليه أحمد بن أبى دؤاد فحظي بذلك عنده في أيام ملكه، و منها أن ابن الزيات كان قد أشار بخلافة محمد بن الواثق بعد أبيه، و لفّ عليه الناس، و جعفر المتوكل في جنب دار الخلافة لم يلتفت إليه و لم يتم الأمر إلا لجعفر المتوكل على اللَّه، رغم أنف ابن الزيات. فلهذا أمر بالقبض عليه سريعا فطلبه فركب بعد غدائه و هو يظن أن الخليفة بعث إليه، فانتهى به الرسول إلى دار إيتاخ أمير الشرطة فاحتيط به و قيد و بعثوا في الحال إلى داره فأخذ جميع ما فيها من الأموال و اللآلي و الجواهر و الحواصل و الجواري و الإناث، و وجدوا في مجلسه الخاص به آلات الشرب، و بعث المتوكل في الحال أيضا إلى حواصله بسامراء و ضياعه و ما فيها فاحتاط عليها، و أمر به أن يعذب و منعوه من الكلام، و جعلوا يساهرونه كلما أراد الرقاد نخس بالحديد، ثم وضعه بعد ذلك كله في تنور من خشب فيه مسامير قائمة في أسفله فأقيم عليها و وكل به من يمنعه من القيود و الرقاد، فمكث كذلك أياما حتى مات و هو كذلك. و يقال إنه أخرج من التنور و فيها رمق فضرب على بطنه ثم على ظهره حتى مات و هو تحت الضرب، و يقال إنه أحرق ثم دفعت جثته إلى أولاده فدفنوه، فنبشت عليه الكلاب فأكلت ما بقي من لحمه و جلده. و كانت وفاته لإحدى عشرة من ربيع الأول منها. و كان قيمة ما وجد له من الحواصل نحوا من تسعين ألف دينار. و قد قدمنا أن المتوكل سأله عن قتل أحمد بن نصر الخزاعي فقال: يا أمير المؤمنين أحرقنى اللَّه بالنار إن قتله الواثق إلا كافرا. قال المتوكل: فأنا أحرقته بالنار.

و فيها في جمادى الأولى منها بعد مهلك ابن الزيات فلج أحمد بن أبى دؤاد القاضي المعتزلي.

فلم يزل مفلوجا حتى مات بعد أربع سنين و هو كذلك، كما دعا على نفسه حين سأله المتوكل عن‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست