responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 158

و الربيع بن يونس الحاجب مولى المنصور، و كان حاجبه و وزيره، و قد وزر للمهدي و الهادي، و كان بعضهم يطعن في نسبه. و قد أورد الخطيب في ترجمته حديثا من طريقه و لكنه منكر، و في صحته عنه نظر. و قد ولى الحجوبية بعده ولده الفضل بن الربيع، ولاه إياها الهادي.

ثم دخلت سنة سبعين و مائة من الهجرة النبويّة

و فيها عزم الهادي على خلع أخيه هارون الرشيد من الخلافة و ولاية العهد لابنه جعفر بن الهادي فانقاد هارون لذلك و لم يظهر منازعة بل أجاب، و استدعى الهادي جماعة من الأمراء فأجابوه إلى ذلك، و أبت ذلك أمهما الخيزران، و كانت تميل إلى ابنها هارون أكثر من موسى، و كان الهادي قد منعها من التصرف في شي‌ء من المملكة لذلك، بعد ما كانت قد استحوذت عليه في أول ولايته، و انقلبت الدول إلى بابها و الأمراء إلى جنابها، فحلف الهادي لئن عاد أمير إلى بابها ليضربن عنقه و لا يقبل منه شفاعة، فامتنعت من الكلام في ذلك، و حلفت لا تكلمه أبدا، و انتقلت عنه إلى منزل آخر. و ألح هو على أخيه هارون في الخلع و بعث إلى يحيى بن خالد بن برمك- و كان من أكابر الأمراء الذين هم في صف الرشيد- فقال له: ما ذا ترى فيما أريد من خلع هارون و تولية ابني جعفر؟ فقال له خالد: إني أخشى أن تهون الايمان على الناس، و لكن المصلحة تقتضي أن تجعل جعفرا ولى العهد من بعد هارون، و أيضا فانى أخشى أن لا يجيب أكثر الناس إلى البيعة لجعفر، لأنه دون البلوغ، فيتفاهم الأمر و يختلف الناس. فأطرق مليا- و كان ذلك ليلا- ثم أمر بسجنه ثم أطلقه. و جاء يوما إليه أخوه هارون الرشيد فجلس عن يمينه بعيدا، فجعل الهادي ينظر إليه مليا ثم قال: يا هارون! تطمع أن تكون وليا للعهد حقا؟ فقال: إي و اللَّه، و لئن كان ذلك لأصلن من قطعت، و لأنصفن من ظلمت، و لأزوجن بنيك من بناتي. فقال ذاك الظن بك. فقام إليه هارون ليقبل يده فحلف الهادي ليجلس معه على السرير فجلس معه، ثم أمر له بألف ألف دينار، و أن يدخل الخزائن فيأخذ منها ما أراد، و إذا جاء الخراج دفع إليه نصفه. ففعل ذلك كله و رضى الهادي عن الرشيد. ثم سافر الهادي إلى حديثه الموصل بعد الصلح، ثم عاد منها فمات بعيساباذ ليلة الجمعة للنصف من ربيع الأول، و قيل لآخر سنة سبعين و مائة، و له من العمر ثلاث و عشرون سنة، و كانت خلافته ستة أشهر [1] و ثلاثة و عشرون يوما. و كان طويلا جميلا، أبيض، بشفته العليا تقلص.

و قد توفى هذه الليلة خليفة و هو الهادي، و ولى خليفة و هو الرشيد، و ولد خليفة و هو المأمون بن الرشيد. و قد قالت الخيزران أمهما في أول الليل: إنه بلغني أن يولد خليفة و يموت خليفة و يولى خليفة. يقال إنها سمعت ذلك من الأوزاعي قبل ذلك بمدة، و قد سرها ذلك جدا. و يقال: إنها


[1] في المصرية: سنة و شهرا و ثلاثة و عشرين يوما.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست