نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 143
إن دهرا أظلنى* * * قد أرانى العجائبا
قلب الناس كيف شئت* * * تجدهم عقاربا
قال بشر فقلت لإبراهيم: هذه موعظة الراهب لك، فعظني أنت. فأنشأ يقول:
توحش من الاخوان لا تبغ مونسا* * * و لا تتخذ خلا و لا تبغ صاحبا
و كن سامرى الفعل من نسل آدم* * * و كن أوحديا ما قدرت مجانبا
فقد فسد الاخوان و الحب و الاخا* * * فلست ترى إلا مذوقا و كاذبا
فقلت و لو لا أن يقال مدهده* * * و تنكر حالاتي لقد صرت راهبا
قال سرى: فقلت لبشر: هذه موعظة إبراهيم لك فعظني أنت، فقال: عليك بالخمول و لزوم بيتك. فقلت بلغني عن الحسن أنه قال: لو لا الليل و ملاقاة الاخوان ما باليت متى مت. فأنشأ بشر يقول:
يا من يسر برؤية الاخوان* * * مهلا أمنت مكايد الشيطان
خلت القلوب من المعاد و ذكره* * * و تشاغلوا بالحرص و الخسران
صارت مجالس من ترى و حديثهم* * * في هتك مستور و موت جنان
قال الحلبي فقلت لسرى: هذه موعظة بشر فعظني أنت. فقال: عليك بالاخمال فقلت أحب ذاك، فأنشأ يقول:
يا من يروم بزعمه إخمالا* * * إن كان حقا فاستعد خصالا
ترك المجالس و التذاكر يا أخى* * * و اجعل خروجك للصلاة خيالا
بل كن بها حيا كأنك ميت* * * ملا يرتجى منه القريب وصالا
قال على بن محمد القصري: قلت للحلبى هذه موعظة سرى لك فعظني أنت. فقال: يا أخى أحب الأعمال إلى اللَّه ما صعد إليه من قلب زاهد من الدنيا، فازهد في الدنيا يحبك اللَّه. ثم أنشأ يقول:
أنت في دار شتات* * * فتأهب لشتاتك
و اجعل الدنيا كيوم* * * صمته عن شهواتك
و اجعل الفطر إذا* * * ما صمته يوم وفاتك
قال ابن خرزاد فقلت لعلى: هذه موعظة الحلبي لك فعظني أنت. فقال لي: احفظ وقتك و اسخ بنفسك للَّه عز و جل، و انزع قيمة الأشياء من قلبك يصفو لك بذلك سرك و يذكو به ذكرك. ثم أنشدنى.
حياتك أنفاس تعد فكلما* * * مضى نفس منها انتقصت به جزءا
فتصبح في نقص و تمسى بمثله* * * و مالك معقول تحس به رزءا
يميتك ما يحييك في كل ساعة* * * و يحدوك حاد ما يزيد بك الهزءا
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 143