responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 55

قوله‌ «وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ» و كذلك الجان‌ «وَ أَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى‌ آمَنَّا بِهِ» «وَ أَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ» قلت و أحسن ما يستدل به في هذه المسألة ما رواه عثمان بن سعيد الدارميّ عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعا و هو أصح قال لما خلق اللَّه الجنة قالت الملائكة يا ربنا اجعل لنا هذه نأكل منها و نشرب فإنك خلقت الدنيا لبني آدم فقال اللَّه لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان*

باب ذكر خلق الجان و قصة الشيطان‌

قال اللَّه تعالى‌ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ‌ و قال تعالى‌ وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ. وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ‌ و قال ابن عباس و عكرمة و مجاهد و الحسن و غير واحد (مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ) قالوا من طرف اللهب و في رواية من خالصة و أحسنه* و قد ذكرنا آنفا

من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ خلقت الملائكة من نور و خلق الجان من نار و خلق آدم مما وصف لكم‌ رواه مسلم‌

* قال كثير من علماء التفسير خلقت الجن قبل آدم (عليه السلام) و كان قبلهم في الأرض الحن و البن فسلط اللَّه الجن عليهم فقتلوهم و أجلوهم عنها و أبادوهم منها و سكنوها بعدهم. و ذكر السدي في تفسيره عن أبى مالك عن أبى صالح عن ابن عباس و عن مرة عن ابن مسعود و عن ناس من أصحاب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لما فرغ اللَّه من خلق ما أحب استوى على العرش فجعل إبليس على ملك الدنيا و كان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن و انما سموا الجن لانهم خزان الجنة. و كان إبليس مع ملكه خازنا فوقع في صدره انما أعطانى اللَّه هذا لمزية لي على الملائكة. و ذكر الضحاك عن ابن عباس أن الجن لما أفسدوا في الأرض و سفكوا الدماء بعث اللَّه اليهم إبليس و معه جند من الملائكة فقتلوهم و أجلوهم عن الأرض الى جزائر البحور* و قال محمد بن إسحاق عن خلاد عن عطاء عن طاوس عن ابن عباس كان اسم إبليس قبل أن يرتكب المعصية عزازيل. و كان من سكان الأرض و من أشد الملائكة اجتهادا و أكثرهم علما و كان من حي يقال لهم الجن* و روى ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير عنه كان اسمه عزازيل و كان من أشرف الملائكة من أولى الاجنحة الأربعة* و قد أسند عن حجاج عن ابن جريج قال ابن عباس كان إبليس من أشرف الملائكة و أكرمهم قبيلة* و كان خازنا على الجنان و كان له سلطان سماء الدنيا. و كان له سلطان الأرض* و قال صالح مولى التوأمة عن ابن عباس كان يسوس ما بين السماء و الأرض رواه ابن جرير و قال قتادة عن سعيد بن المسيب كان إبليس رئيس ملائكة سماء الدنيا* و قال الحسن البصري لم يكن من الملائكة طرفة عين و انه لأصل الجن كما أن آدم أصل البشر* و قال شهر ابن حوشب و غيره كان إبليس من الجن الذين طردوهم الملائكة فأسره بعضهم و ذهب به الى السماء. رواه ابن جرير* قالوا فلما

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست