responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 294

بنو أخ و كانوا يتمنون موته ليرثوه فعمد أحدهم فقتله في الليل و طرحه في مجمع الطرق و يقال على باب رجل منهم فلما أصبح الناس اختصموا فيه و جاء ابن أخيه فجعل يصرخ و يتظلم فقالوا ما لكم تختصمون و لا تأتون نبي اللَّه فجاء ابن أخيه فشكى أمر عمه الى رسول اللَّه موسى (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال موسى (عليه السلام) أنشد اللَّه رجلا عنده علم من أمر هذا القتيل إلا أعلمنا به فلم يكن عند أحد منهم علم منه و سألوه أن يسأل في هذه القضية ربه عز و جل فسأل ربه عز و جل في ذلك فأمره اللَّه أن يأمرهم بذبح بقرة فقال‌ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَ تَتَّخِذُنا هُزُواً يعنون نحن نسألك عن أمر هذا القتيل و أنت تقول هذا قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ‌ أي أعوذ باللَّه أن أقول عنه غير ما أوحى الى. و هذا هو الّذي أجابني حين سألته عما سألتموني عنه أن أسأله فيه. قال ابن عباس و عبيدة و مجاهد و عكرمة و السدي و أبو العالية و غير واحد فلو أنهم عمدوا الى أي بقرة فذبحوها لحصل المقصود منها و لكنهم شددوا فشدد عليهم و قد ورد فيه حديث مرفوع. و في إسناده ضعف فسألوا عن صفتها ثم عن لونها ثم عن سنها فأجيبوا بما عز وجوده عليهم و قد ذكرنا في تفسير ذلك كله في التفسير. و المقصود أنهم أمروا بذبح بقرة عوان و هي الوسط بين النصف الفارض و هي الكبيرة و البكر و هي الصغيرة قاله ابن عباس و مجاهد و أبو العالية و عكرمة و الحسن و قتادة و جماعة. ثم شددوا و ضيقوا على أنفسهم فسألوا عن لونها فأمروا بصفراء فاقع لونها اى مشرب بحمرة تسر الناظرين* و هذا اللون عزيز. ثم شددوا أيضا ف قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا وَ إِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ‌ ففي الحديث المرفوع الّذي رواه ابن أبى حاتم و ابن مردويه لو لا أن بنى إسرائيل استثنوا لما أعطوا و في صحته نظر و اللَّه أعلم‌ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَ لا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها. قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوها وَ ما كادُوا يَفْعَلُونَ‌ و هذه الصفات أضيق مما تقدم حيث أمروا بذبح بقرة ليست بالذلول و هي المذللة بالحراثة و سقى الأرض بالسانية مسلمة و هي الصحيحة التي لا عيب فيها قاله أبو العالية و قتادة. و قوله‌ لا شِيَةَ فِيها أي ليس فيها لون يخالف لونها بل هي مسلمة من العيوب و من مخالطة سائر الألوان غير لونها فلما حددها بهذه الصفات و حصرها بهذه النعوت و الأوصاف‌ قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ‌ و يقال إنهم لم يجدوا هذه البقرة بهذه الصفة إلا عند رجل منهم كان بارا بابيه فطلبوها منه فأبى عليهم فارغبوه في ثمنها حتى أعطوه فيما ذكره السدي بوزنها ذهبا فأبى عليهم حتى أعطوه بوزنها عشر مرات فباعها منهم فأمرهم نبي اللَّه موسى بذبحها فَذَبَحُوها وَ ما كادُوا يَفْعَلُونَ‌ أي و هم يترددون في أمرها. ثم أمرهم عن اللَّه أن يضربوا ذلك القتيل ببعضها. قيل بلحم فخذها. و قيل بالعظم الّذي يلي الغضروف. و قيل بالبضعة التي بين الكتفين فلما ضربوه ببعضها أحياه اللَّه تعالى فقام و هو يشخب أوداجه فسأله نبي اللَّه من قتلك قال قتلني ابن أخى. ثم عاد ميتا كما كان قال اللَّه تعالى‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست