responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 280

فصل في دخول بنى إسرائيل التيه و ما جرى لهم فيه من الأمور العجيبة

قد ذكرنا نكول بنى إسرائيل عن قتال الجبارين و أن اللَّه تعالى عاقبهم بالتيه و حكم بأنهم لا يخرجون منه الى أربعين سنة و لم أر في كتاب أهل الكتاب قصة نكولهم عن قتال الجبارين و لكن فيها أن يوشع جهزه موسى لقتال طائفة من الكفار و أن موسى و هارون و خور جلسوا على رأس أكمة و رفع موسى عصاه فكلما رفعها انتصر يوشع عليهم و كلما مالت يده بها من تعب أو نحوه غلبهم أولئك و جعل هارون و خور يدعمان يديه عن يمينه و شماله ذلك اليوم الى غروب الشمس فانتصر حزب يوشع (عليه السلام) و عندهم أن يثرون كلهن مدين و ختن موسى (عليه السلام) بلغه ما كان من أمر موسى و كيف أظفره اللَّه بعدوه فرعون فقدم على موسى مسلما و معه ابنته صفورا زوجة موسى و ابناها منه جرشون و عازر فتلقاه موسى و أكرمه و اجتمع به شيوخ بنى إسرائيل و عظموه و أجلوه. و ذكروا أنه رأى كثرة اجتماع بنى إسرائيل على موسى في الخصومات التي تقع بينهم فاشار على موسى أن يجعل على الناس رجالا أمناء أتقياء أعفاء يبغضون الرشى و الخيانة فيجعلهم على الناس رءوس ألوف و رءوس مئين و رءوس خمسين و رءوس عشرة فيقضوا بين الناس فإذا أشكل عليهم أمر جاءوك ففصلت بينهم ما أشكل عليهم ففعل ذلك موسى (عليه السلام). قالوا و دخل بنو إسرائيل البرية عند سيناء في الشهر الثالث من خروجهم من مصر و كان خروجهم في أول السنة التي شرعت لهم و هي أول فصل الربيع فكأنهم دخلوا التيه في أول فصل الصيف و اللَّه اعلم. قالوا و نزل بنو إسرائيل حول طور سيناء و صعد موسى الجبل فكلمه ربه و أمره أن يذكر بنى إسرائيل ما أنعم اللَّه به عليهم من انجائه إياهم من فرعون و قومه و كيف حملهم على مثل جناحي نسر من يده و قبضته و أمره أن يأمر بنى إسرائيل بان يتطهروا و يغتسلوا و يغسلوا ثيابهم و ليستعدوا الى اليوم الثالث فإذا كان في اليوم الثالث فليجتمعوا حول الجبل و لا يقتربن أحد منهم اليه فمن دنا منه قتل حتى و لا شي‌ء من البهائم ما داموا يسمعون صوت القرن فإذا سكن القرن فقد حل لكم أن ترتقوه فسمع بنو إسرائيل ذلك و أطاعوا و اغتسلوا و تنظفوا و تطيبوا فلما كان اليوم الثالث ركب الجبل غمامة عظيمة و فيها أصوات و بروق و صوت الصور شديد جدا ففزع بنو إسرائيل من ذلك فزعا شديدا و خرجوا فقاموا في سفح الجبل و غشي الجبل دخان عظيم في وسطه عمود نور و تزلزل الجبل كله زلزلة شديدة و استمر صوت الصور و هو البوق و اشتد و موسى (عليه السلام) فوق الجبل و اللَّه يكلمه و يناجيه و أمر الرب عز و جل موسى أن ينزل فأمر بنى إسرائيل أن يقتربوا من الجبل ليسمعوا وصية اللَّه و يأمر الأحبار و هم علمائهم أن يدنوا فيصعدوا الجبل ليتقدموا بالقرب و هذا نص في كتابهم على وقوع‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست