نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 1 صفحه : 229
قال لأن اللَّه أخبر عن أصحاب الرس انه أهلكهم و هؤلاء قد بدا لهم فآمنوا بنبيهم. اللَّهمّ إلا أن يكون حدثت لهم أحداث آمنوا بالنبيّ بعد هلاك آبائهم و اللَّه أعلم. ثم اختار أنهم أصحاب الأخدود و هو ضعيف لما تقدم و لما ذكر في قصة أصحاب الأخدود حيث توعدوا بالعذاب في الآخرة إن لم يتوبوا و لم يذكر هلاكهم و قد صرح بهلاك أصحاب الرس و اللَّه أعلم
قال اللَّه تعالى وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ. إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ. قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَ ما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ. قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ. وَ ما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ. قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَ لَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ. قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَ إِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ وَ جاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَ هُمْ مُهْتَدُونَ وَ ما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. أَ أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَ لا يُنْقِذُونِ. إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ. قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ. وَ ما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَ ما كُنَّا مُنْزِلِينَ. إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) اشتهر عن كثير من السلف و الخلف أن هذه القرية انطاكية. رواه ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس و كعب الأحبار و وهب بن منبه و كذا روى عن بريدة بن الحصيب و عكرمة و قتادة و الزهري و غيرهم قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس و كعب و وهب انهم قالوا و كان لها ملك اسمه انطيخس بن انطيخس و كان يعبد الأصنام فبعث اللَّه اليه ثلاثة من الرسل و هم صادق و صدوق [2] و شلوم فكذبهم* و هذا ظاهر أنهم رسل من اللَّه عز و جل و زعم قتادة أنهم كانوا رسلا من المسيح. و كذا قال ابن جرير عن وهب عن بن سليمان عن شعيب الجبائي كان اسم المرسلين الأوليين شمعون و يوحنا و اسم الثالث بولس و القرية انطاكية.
و هذا القول ضعيف جدا لان أهل انطاكية لما بعث اليهم المسيح ثلاثة من الحواريين كانوا أول