responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 166

اللَّه الا تردها على قواعد إبراهيم فقال لو لا حدثان قومك و في رواية لو لا أن قومك حديث عهد بجاهلية أو قال بكفر لأنفقت كنز الكعبة في سبيل اللَّه و لجعلت بابها بالأرض و لأدخلت فيها الحجر

* و قد بناها ابن الزبير (رحمه اللَّه) في أيامه على ما أشار اليه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حسبما أخبرته خالته عائشة أم المؤمنين عنه فلما قتله الحجاج في سنة ثلاث و سبعين كتب الى عبد الملك بن مروان الخليفة إذ ذاك فاعتقدوا ان ابن الزبير انما صنع ذلك من تلقاء نفسه فامر بردها الى ما كانت عليه فنقضوا الحائط الشامي و أخرجوا منها الحجر ثم سدوا الحائط و ردموا الأحجار في جوف الكعبة فارتفع بابها الشرقي و سدوا الغربي بالكلية كما هو مشاهد الى اليوم ثم لما بلغهم أن ابن الزبير انما فعل هذا لما أخبرته عائشة أم المؤمنين ندموا على ما فعلوا و تأسفوا أن لو كانوا تركوه و ما تولى من ذلك* ثم لما كان في زمن المهدي بن المنصور استشار الامام مالك بن أنس في ردها على الصفة التي بناها ابن الزبير فقال له إني أخشى أن يتخذها الملوك لعبة يعنى كلما جاء ملك بناها على الصفة التي يريد فاستقر الأمر على ما هي عليه اليوم‌

ذكر ثناء اللَّه و رسوله الكريم على عبده و خليله إبراهيم‌

قال اللَّه‌ وَ إِذِ ابْتَلى‌ إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً. قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ‌. لما و في ما أمره ربه به من التكاليف العظيمة جعله للناس اماما يقتدون به و يأتمون بهداه و سأل اللَّه أن تكون هذه الإمامة متصلة بسببه و باقية في نسبه و خالدة في عقبه فأجيب الى ما سأل و رام. و سلمت اليه الإمامة بزمام و استثنى من نيلها الظالمون و اختص بها من ذريته العلماء العاملون كما قال تعالى‌ وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ. وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ. وَ آتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ‌* و قال تعالى‌ وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَ نُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسى‌ وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وَ زَكَرِيَّا وَ يَحْيى‌ وَ عِيسى‌ وَ إِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ. وَ إِسْماعِيلَ وَ الْيَسَعَ وَ يُونُسَ وَ لُوطاً وَ كلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ وَ مِنْ آبائِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَ إِخْوانِهِمْ وَ اجْتَبَيْناهُمْ وَ هَدَيْناهُمْ إِلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‌. فالضمير في قوله و من ذريته عائد على إبراهيم على المشهور.

و لوط و ان كان ابن أخيه الا أنه دخل في الذرية تغليبا. و هذا هو الحامل للقائل الآخر ان الضمير على نوح كما قدمنا في قصته و اللَّه أعلم. و قال تعالى‌ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست